ألقيت في مؤتمر منظمة المزارعين العرب الذي عقد في عكا احتجاجاً على قانون تركيز الأراضي . قانون الحاضر يسلب الغائب أرضه ، والأوقاف الإسلامية صودرت أيضاً على اعتبار أن ( مالكها ) غائب .. لا جىء !
الله أصبح لاجئاً يا سيدي .......... صادر إذن حتى فراش المسجد
وبع الكنيسة فهي من أملاكه .......... وبع المؤذن في المزاد الأسود
واطفىء ذبالات النجوم فإنها .......... ستضيء درب التائه المتشرد
حتى يتامانا أبوهم ( غائب ) .......... صادر يتامانا إذن يا سيدي !
لا تعتذر ! من قال إنك ظالم ؟! .......... لا تنفعل ! من قال إنك معتدي ؟!
حررت حتى السائمات غداة أن .......... أعطيت ( ابراهام ) حقل ( محمد )
فالخيل في قمم الجبال طليقة .......... والثور يستشفي أمام المذود
والأرض تقرئك السلام ، وقمحها .......... شكر تجمع في بحيرة عسجد !
أو لم تحرر عنقها من حارث .......... قاس ؛ لتصبح ملك أمدن سيد ؟
فالعدل أنت ، وكل طاغ يشتهي .......... لصباح عدلك أن يكون بلا غد
أنت الذي قتل الربيع ، فبيدري .......... غضب يهد وثورة لم تخمد
أنت الذي لغمت يداك حدائقي .......... ونسفت موسم لوزها المتورد
ولكم نُفيت ، فقيل : أشرف حاكم .......... ولكن سُجنت ، فقيل : أعدل سيد !
وجبلت ( نواباً ) لنعبدهم وهم .......... مستعبد يبكي على مستعبد
وأردتني عبداً يُباع ويُشترى .......... وأردتني يأساً يعيش بلا دد
وصرخت : أنت بقية من أمة .......... منشورة بين المغاور فاقعد
ونسيت أن لفيفة متروكة .......... تكفي لتحرق ، أو تضيء لتهتدي !
لا تنفعل ! هذا الكلام بلا فم .......... لا تنذعر ! هذا كلام بلا يد
من أين هذي الأرض ؟ إن ترابها .......... نار ، فكيف حملت نار الموقد ؟
من أين هذا القمح ؟ كيف سرقته ؟ .......... وبذوره من دمعنا المتجمد ؟
أنا لو عصرت رغيف خبزك في يدي .......... لرأيت بعض دمي يسيل على يدي !
راشد حسين .