عندما وقف المتنّبي في حضرة سيف الدّولةِ وقال
وما انتفاع اخي الدنيا بناظره ...... إذا استوت عنده الأنوار والظلمُ
.أي ماذا يستفيد المرء من عينيه إذا تشابهت وتساوت في نظره الحياة .. نورها مثل ظلمتها .. لا حاجة له بالبصر عندها .
ثم اردف قائلاً :
يا اعدل الناس الاّ في معاملتي..... فيك الخصام وأنت الخصمُ والحكمُ
نظر إليه سيف الدولة مستغرباً .. فتابع معتدّا بنفسه الشاعرة ... وشموخه وتفرّده..
سيعلم الجمع ممن ضمّ مجلسنا .... بأنني خير من تسعى به قدمُ
وهذا بنظري من اكثر أبيات الشعر اعتزازاً وشموخاً .. فهو تفاخر حتى على سيف الدوله .. لأنه قال مجلسنا .. ولم يقل مجلسكم .. وسيف الدولة كان واحداً ممن ضمهم المجلس والذين سعت بهم اقدامهم إليه ..
عندها صرخ به احد المنافقين من جلساء سيف الدولة .. ويحك .. اتفخر وسيف الدولة بيننا .. وضربه بدواة الحبر التي كانت قريبة منه .. فشجّ جبين المتنّبي .. فابتسم سيف الدولة ..لكنّ المتنبّي لم يتوقف ..نظر إلى سيف الدولة .. وقال .
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي.... وأسمعت كلماتي من به صممُ
الخيل والليل والبيداء تعرفني.... والسيف والرمح والقرطاس والقلمُ
ثم أشار إلى من القى عليه الدواة فجرحه .. وقال ..
إن كان سرّكمُ ما قال حاسدنا ... فما لجرحٍ إذا ارضـــــاكمُ ألمُ
ثم قال حكمته الشهيرة ...
إذا ترحّلتَ عن قومٍ وقد قدروا .... ألاّ تفارقهم ، فالراحلون همُ .
أي انك عندما تفارق قوما ، باستطاعتهم ان يجعلوك تغيّر رايك وتعود عن قرارك ..فهم الذين رحلوا ولست أنت .
بقي لى ان أقول .. أن المتنبي دفع حياته ثمناً لشعره .. او ثمناًُ لبيت شعر واحد من شعره ..
في مبارزة هو الخاسر بها لا محالة .. حاول الفرار .. فناداه خصمه ..ألست أنت القائل :--
الخيل والليل والبيداء تعرفني .... والسيف والرمح والقرطاس والقلمُ ..؟؟؟
فقال له : قتلتني ورب الكعبة .. ..فعاد للعراك حتى قُتل .
----
أنت مدين للأختنا أوركيدا بالإعتذار أخي ... و بارك الله فيك و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته