أخي سمير
لا فض فوك، ولله درك
بقدر ما استمتع بقراءة شعرك وشعر أخي جمال بقدر ما أتهيب بالتعرض له ، شعورا مني بالعجز عن إيفائه حقه من حيث المضمون، ومخافة أن أنتقد الشكل فأضل، ولا يشجعني على ذلك إلا ما لكليكما من سعة الصدر التي تشير إلى خلق عال . بارك الله فيكما، والوحيد الذي ( أتبلى ) مجترءً عليه ويصبر هو أخي صاحب الطير، أعانه الله على هذه الأخوة المرهقة
لدي هنا بعض تعليقات وتساؤلات :
قف بالطلـــول ومنـــزلٍ متــــــردّمِ
***************** عافي الرســــوم وصامتٍ متألَّــــمِ
بيت جميل، ووجه آخر أراه جميلا وهو القول (كصامت متألم)
وأطعــتُ حبَّـــاً ما تحبُّ وتشـــتهي
***************** ورضــيتُ ودَّاً أنْ تهيــــنَ وأنتمي
أمرك لله ، الله يعينك
وقبلتُ رغـــم وجـــود أنهر واحتي
***************** أنْ أرتضـي منهــــا الهوى بتيمُّــمِ
يا أخي ذوبتني بهذا البيت.
صدَّقــتُ ما كانتْ تقـــــولُ وكذَّبتْ
***************** أذُني كلامــاً والعيـــونُ ترى دمي
يسْلم فوك
وشــعرتُ بالحبِّ القديــــمِ كأنَّـــــهُ
***************** حبَّـــاً جديـــداً في الفـؤاد الملهـــمِ
أظن هنا خطأ مطبعيا (كأنه حبٌّ جديدٌ )
وحبيبتي بيــــن الورود فراشــــــةٌ
***************** تُسقى الرحيق ويحتسي منها فمي
من اين تأتون بهذه الحلاوة !!
قد طابت الدنيـــا غرامــــاً شـــــفَّنا
***************** مــــا للنــــوى بمتيَّـــمٍ ومتيَّــــــــمِ
معنى جميل لعله يزداد جمالا بالقول : بمتيَّمٍ (اسم مفعول) ، ومتيِّمٍ (أسم فاعل)
مـا ذنب طيرٍ أن يغـــادر دوحـــــهُ
***************** أو ذنب زهرٍ أن يمــــوتَ ببرعــمِ
كأني بالمعنى يزداد جمالا بالقول
مـا ذنب طيرٍ كي يغـــادر دوحـــــهُ
***************** أو ذنب زهرٍ كي يمــــوتَ ببرعــمِ
أو ذنبُ روحٍ أنْ يكــون نصيبُهــــا
***************** وجـدٌ جَنَتْــهُ بوشي ذاك المجـــرمِ
(وجداً)
إنْ قلتَهــــا يوم النــــوى ما قلتُهـــا
***************** أنا لــمْ أكنْ يومــــاً لغيرك منتمـي
في كلمة (أنتمي) تخلص من الضرورة الشعرية بعدم نصب خبر أكن (منتميا)
إنَّــــا إذا رُمْتِ الحقيقـــة واحــــــدٌ
***************** كالكفِّ لمَّــــا ثُبِّتتْ في المعصـــمِ
زادكما الله تثبيتا والتصاقا
ويستحق البيت أن يطلق على القصيدة.
المـــوتُ ما أحلى لقـــاه إذا اقتضى
***************** أنْ لا نــراكِ بكلِّ يـــومٍ تنعمـــــي
وهنا ضرورة شعريه، أيجيزها مجدي وعمر ، فالأصل ( تنعمين)، وفي القول فانعمي مخرج من ذلك.
وقد كان حديثي وبعض الإخوان أمس عن روعة هذه القصيدة وضرورة تخليصها شكلا من بعض الملاحظات، وقد فعلتَ أنت خيرا بالقيام بمعظم ذلك.