إلى أخي بمناسبة عودته سالما
إلى أخي بمناسبة عودته سالما
مجنونَ سلمى كفى، يا أيُّها الغالي
------------ قطّعتَ قلبيَ من هَمِّ وبَلْبال
هل من بني عذرةٍ مجدي بُعِثْتَ لنا
-------- --- تنوحُ نوحَ حمامٍ فوقَ أطلالِ
هي الدِّيارُ إذا سُكّانُها ارتحلوا
--------- والقلبُ كالدارِ من حسٍّ به خالِ
وما ألومُ جريحاً أنَّ من ألمٍ
----------- بفيضِ أبياتِ شعرٍ أو بأزجالِ
وحمّلَ الريحَ آهاتٍ معطّرَةً
---------- وقالَ يا ريحُ كوني أنتِ مرسالي
إلي التي غادرتني اليومَ من أَرَقٍ
--------- أخاطبُ الطّيفَ أشكو عنده حالي
لو كان قلبُكِ سلمى قُدَّ من حجَرٍ
---------- وليسَ من نفخَةٍ مرّت بصلصالِ
لرقَّ من هولِ ما مجدي يكابدهُ
--------- حتّى لأحسبه -همّـاً- من الآلِ
مهما تجوّلتِ في الآفاقِ لن تجدي
--------- كقلبِ مجدي منوحاً غيرَ مِسْآلِ
كوني الجديرةَ -هذا الحبُّ مكرُمةٌ
---------- أنعمْ بذلك من ربْحٍ ورَسْمالِ
تهفو الحسانُ إلى مجدي تسائِلُهُ
-------- هل سلمَ هذي غزالٌ ذاتُ خلخالِ
وإنْ تكنْ، فغزالاتُ الفلا كُثُرٌ
---------- وكلُّ ما تبتغي تلقاهُ بالـمالِ
لكنَّ مجدي وإن أزرى الهيامُ بهِ
----------- يظلُّ ذا خلُقٍ عالٍ وإفضالِ
يجيبهنَّ إذن فاجمعن ما حفلتْ
----------- به الطبيعةُ من حسنٍ وآمالِ
واسألنَ زهر الرّبى يأتي بنفحتهِ
--------- وكلَّ شاديةٍ من برجها العالي
وصُغْنَ من كلِّ هذا زفَّةً حسنت
--------- لغادةٍ من ذوات التاجِ مكحالِ
واحْضِرنَ كلَّ إذاعاتٍ وتلفَزَةٍ
---------- واجعلنَ كلَّ مذيعيهنَّ عُذّالي
ولْيزعموا أنَّ سلمى اليومَ تشتمني
--------- ولْيكْثروا من زعافِ القيلِ والقالِ
فإنَّ سلمى غدت للروحِ توأَمها
------------ فـي حالتيها بإدبارٍ وإقبالِ
يظلُّ قلبي وروحي رهنَ شارتها
----------- ومدمعي كعميم الغيثِ هطّالِ
نشدْتُكِ اللهَ يا سلمى بهِ حدباً
------------ بلْ بادلي شوقَهُ شوقاً بأمثال
ورُبّ - يا صاحبي - مكروهةٍ نفعت
----------وكلُّ ضنْك سوى موتٍ لإبلالِ
وكل ما بيدي لله مسالةٌ ---
--------بأن يـنـيـلـك ما تبغيه يا غالِ
|