وليمة أعشاب البحر
القهر يمزق أعصابي
و يضرس جسمي بالناب
يغلبني القيء و تفرقني
أخبار قصور الآداب
هل هذا محض تخاريف
أم تلك وليمة أعشاب
فيها ما لا عين نظرت
أو سمعت أذن بسباب
حفلت بال جعل يدحرج من
فضلات القوم بإعجاب
ويغوص بأعماق الألفاظ
بذيئا منها والنابي
ينحط إلى الدرك الأدنى
ويمجد أخلاق الغاب
ويتابع أوكار للعهر
يحط عليها كذباب
فيها من لا يدري شيئا
غير التجديف المرتاب
نكرات تعتعها سكر
وهياكل من دون لباب
عاشوا في طبقات سفلى
جمعت من شر الأصحاب
تركوا الأعراض ممزقة
مزقها أنياب ذئاب
أشباه رجال قد قعدوا
ورضوا من سفر بإياب
قد عرفوا من هاذي الدنيا
قرعا للكأس بأنياب
ما كنت أظن سيأتي يوم
يشتم رب الأرباب
بكتاب يطبع في مصر
بجهود رموز الآداب
ويطال رسول الله به
بالوصف وبالفظ النابي
ويقال لنا :هذا إبداع
من تنوير الكتاب
ومشاهد أحداث وقعت
وحوار بين الأتراب
وسمعنا جوقة محفلهم
عزفت أنشودة إعجاب
ب(وليمة أعشاب في البحر)
و تخرفات الأوشاب
وكلام لا معنى فيه
إلا تمزيق الأعصاب
ترمي من خالفها في الرأي
وفي الفتوى بالإرهاب
يا أمة يعرب قد عبثت
فينا مهزلة الآداب
من سب وزيرا لم يسلم
بل مس بنصب وعذاب
من قال يقال له أصمت
وأستغفر أهل الألقاب
لكن لا ضير إذا فجروا
أو شتموا رب الأرباب
أو نالوا عرض رسول الله
بسوء -جهرا-وسباب
لا بأس إذا هتكوا الأعراض
وقذفوا حرا الأنساب
لا بأس إذا ركبوا الأسوار
وتركوا شطر الأبواب
لا بأس إذا جعلوا الحرمات
مشاعا من غير حجاب
هذا ما قيل لهم هذا
أرجاف القول المرتاب
هذا إفشاء بذيء القول
يسطر من غير حساب
نهضوا وكأن بهم مسا
وسعوا في الخيل وركاب
ورموا عن قوي واحدة
من خالفهم بالإرهاب
ياوطني هل هذا أدب
أم خطة هدم ودمار
طاهر أبراهيم
|