مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 30-10-2001, 05:29 PM
بوفاتح بوفاتح غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 46
Post اإقتراح العجيب

الإقتراح العجيب
السر في قلوبنا والجهر سمعناه ، هذا ما تبادر الى ذهنه وهو يدلف بهو قاعة الندوات ، رأى المشاركين جماعات مختلفة يجسدون ما يحدث في الكواليس ، لم أتدخل طيلة الفترة الصباحية ولكن بعد قليل يجب أن أطرح المفاجأة التي ستغير كل الموازين ، ربما سيلومنني على التأخر في طرح الموضوع المهم الذي سينقذ البلاد من هذه الأزمات ، سأكون موضوع وسائل الإعلام
وستظهر صورتي في صفحات الأولى للجرائد ، إسمي سيكتب بحروف ذهبية في قاموس الأعلام ، الرجال المهمون في هذه البلاد سيجدون أنفسهم مضطرين للتعامل معي كي لا يفقدوا مناصبهم فأنا أملك الخاتم السحري ، الذي سيخرج البلاد من الأزمة الإقتصادية والإيدولوجية والإجتماعية ، سيغيب مصطلح الأزمة ويحل محله مصطلح آخر هو الرفاهية . كل هذا دار في ذهنه وهو قابع وحده في أحد أركان البهو ، يتأمل الجميع بنظرات ثاقبة ، سيكون لكم الشرف أن تسمعوا ما أريد قوله اليوم ، ستفتخرون يوما بأنكم ، كنتم أول من إستمع الى الإقتراح العجيب .
كان الجميع في شكل حلقات حديث ، ماعدا شخصين إثنين منفردين ، تسمر صاحبنا في مكانه عندما أبصر شخصا أنيقا واقفا في الركن المقابل يتأمل ،الجميع أتراه مثلي يجمع شتات أفكاره ليبهر الحاضرين بإقتراح عجيب ، إن وقوفه منزويا له دلالته وحتى مظهره يدل على أنه مقبل على مهمة كبيرة ، لا أتوقع وجود منافس ، هل سيكون إقتراحه أفضل من إقتراحي ، إنني محتار ولا أتصور بأن هذه الفضاءات الضيقة تسمح بظهور إقتراحين في آن واحد، لابد أن يسطع نجم أحدنا ، كل ما أتمناه أن تسنح لي فرصة الحديث قبله حتى لا يجد ما يقوله بعدي ولكن ما مغزى نظراته نحوي ، فعلا فقد كان الرجل الغريب يرنو بنظرات غير عادية نحو صالح ، هذا الأخير لم يكترث لذالك وإحتضن حافظة أوراقه جيدا مستعدا للمغامرة الكبرى.
بعد قليل سيتحدد مصيري ومصير هذه الأمة، سيفتخر عمي علي بأنه أصلح دراجتي ذات يوم ،
أما الحاجة بسمة فستطير من الفرح عندما تعرف بأن من يسكن عندها ذو صيت ومكانة عاليةوستتنازل لي عن ديون الكراء السابقة ، والشئ الكثر أهمية ، المدير سيضمن لي الترقية التي طال إنتظارها في أسرع وقت ممكن ، تبا لي ما زلت أفكر في مهنتي المتواضعة ، عندما أنتهي من كشف المفاجأة سوف لن أكون بحاجة الى هذه الوظيفة الملعونة .
أخدت الجماعات تتضاءل شيئا فشيئا وهذا يدل على أن الأشغال المسائية ستنطلق ، بقي صالح ثابتا في مكانه لا يبرحه وغريمه وما يزال في الركن المقابل يراقب ، إن أمره يحير وما سر مراقبته لي ، يبدو أنه لا يملك شئ في جعبته وينتظر مداخلتي في القاعة ليقتبس منها ما يريد،وبعد أن تعطى له الكلمة سوف يتظاهر أمام الجميع بأنه يحمل نفس الإقتراح وهكذا تصبح الصورة في الجريدة صورتين وإذا ما إستدعيت لبرنامج تليفزيوني سيكون معي ،سأكون آخر المتحدثين حتى يكون ختامها مسك ، الدخول بعده أوقبله الى القاعة لن يغير في الأمر شيئا، سأدخل قبله ليعرف بأنه ليس بمواجهة شخص عادي بل هوبصدد صاحب الإقتراح العجيب ،
حدق في الرجل الأنيق مليا ودخل القاعة مرفوع الرأس وخطواته توحي بأنه يحمل في طيات فكره وحافظته سرا كبيرا .
القاعة مكتظة غير أنه بالإمكان العثور على مقعد هنا وهناك ، توجه صالح نحو إحداها المنظمون يغدون ويروحون بين الضيوف والإبتسامة لا تفارق محياهم ، يسهرون الليالي أثناء هذه الندوة وأكيد بعدها سيسهرون ليال من نوع آخر ، ما يحيرني هو كثرة المدعوين ، لوكانت الدعوة لعمل إنتاجي لما حضر عدد بهذه الكثافة وبما أن الأمر مجرد تبادل وجهات نظر والجلوس على أرائك مريحة ، زيادة على أن كل المصاريف تتحملها لجنة التنظيم، أغلبهم جاء بغرض السياحة وملاقاة الأحباب والأصحاب ، فهم دوما يصرون على تغيير مكان الندوة كل سنة، بل هناك من يطالب بضرورة الحفاظ على نفس العدد من المدعوين وجعل الندوة نصف
سنوية ، وهذا كله من أجل ترقية الصالح العام وضمان مستقبل الأجيال .
المنصة تبدو عادية ، المسؤولون المهمون يترأسون الجلسات ومعظم الوقت يقضونه في تصفح الملفات الموضوعة أمامهم أو شرب المياه المعدنية كل هذا ويتظاهرون من حين لآخر بالتشاور فيما بينهم ، ربما يتناقشون حول شعار الندوة ، عبر أحد المسؤولين المهمين عن تأسفه لعدم حضور مسؤول أكثر أهمية ، في حين كان أحد المنظمين يطوف بورقته على المشاركين ، إجمع ما شئت من أسماء المتدخلين كل ما سيقولونه لن يعادل ما ساقول ، عندما أعيدت الورقة ، أسرع صالح الى المنصة وسجل إسمه في قائمة المتدخلين ، بهذه الطريقة سوف أضمن صدى لإقتراحي العجيب ولن يستطيع أحد مخادعتي ، أثناء عودته لمقعده لاحظ الرجل الأنيق يراقب باعين تقدح شرا ، مت بغيضك ولن تستطيع منافستي فأنا الرجل الذي سيغير موازين البلاد والعالم .
أعلن المسؤول المهم بأن الوقت سيكفي للإستماع لمجمل التدخلات وألح على ضرورة التركيز على متطلبات المرحلة وهكذا بدأ المشاركون يتوافدون الواحد تلو الآخر على المنصة ، كل متدخل يتصور بأنه سيأتي بالجديد ،أما صاحبنا فقد تعمد التظاهر بالإنصات والإستماع لكافة التدخلات ، بهذه الطريقة سوف يدرك الإخوة الحاضرين بأنني رجل ديمقراطي ، أسمع مختلف الآراء وانصت كثيرا لأقول القليل ، فالكلام من فضة والسكوت من ذهب ، وإذا كان الصمت متبوع بمفاجأة فإنه لا يقدر بثمن .
بدا وكأن كل متدخل يخاطب المنصة ولا يتوجه للحاضرين بتاتا فيزداد حماس المتدخلين كلما إبتسم المسؤولون المهمون ، فكأنما سلوك هؤلاء يبعث فيهم الحياة كل لحظة ، تبا لهؤلاء المتدخلين إنهم يتكلمون من أجل التكلم فقط ، فهم يرددون نفس الشعارات التي قالها هذا الصباح المسؤول المهم ، بعد هذا الرجل الثرثار سيأتي دوري ، هيا إسرع وكف عن التشدق بما لست مقتنعا به ، هذا الأخير تعمد إطالة تدخله فأكثر من عبارات المدح والإطراء للمنصة ، أكيد أنه لا يملك سكنا أويرغب في الحصول على منصب ، بعدك سأدخل التاريخ من بابه الواسع ، المؤسف أن هناك دائما أشخاص يقفون حجر عثرة في طريق العظماء .
توجه أحد المنظمين الى المنصة وتكلم مع أحد أعضاءها المهمين خلسة ، في هذه الأثناء كان صاحبنا نصف جالس بينه وبين التاريخ خطوات وثواني ، وما إن إنتهى المتدخل العقبة من خطابه المستهلك حتى تناول المسؤول المهم الكلمة ، مبديا إرتياحه لجميع التدخلات التي تصب في نفس الإطار الذي دعا إليه في كلمته التوجيهية ثم أعلن عن أسفه لعدم مواصلة المشاركات ، أسرع صالح الى المنصة ولكن أوقفه حاجز من المنظمين ، وقف المسؤول المهم وبطريقة إستعراضية أعلن عن وصول مسؤول أكثر أهمية للقاعة ، وما إن دخل هذا الأخير رفقة حاشيته حتى إهتزت القاعة بالهتاف والتصفيق ، أحس صالح بإحباط كبير وعاد الى مقعده يجر أذيال الخيبة ، لا يصدق النهاية المأساوية لحلمه الكبير .
لقد ضاعت الفرصة وماخططت له منذ مدة تبخر في لحظات ، هم السبب في تضييع فرصة إخراج البلاد من الأزمة ، واصل المسؤول الأكثر أهمية خطابه وكلما ينتهي من كلمة إلا وتهتز القاعة بالهتاف والتصفيق وحتى الزغاريد ولما لا وقد أحضرت نساء خصيصا لهذا الدور .
أخد يطوف بنظراته عبر هذا الجمع من المصفقين وإستطاع أن يلمح الرجل الأنيق يرمق إليه بنظرات غريبة ، تخيلها كلها إزدراء وشماتة فيه لأنه لم يستطيع طرح إقتراحه العجيب ، من حقه أن يفعل أكثر من هذا ، فهو على الأقل لم يحرك ساكنا ، فهو يبدو متوقعا لما حدث ، ثمة شيء يحيرني ، ماذا تخفي نظراته الجليدية .
إنتهى المسؤول الأكثر أهمية من كلمته وأعلن المهم عن نهاية الندوة ، خرج المشاركون جماعات ووحدانا ، وكانت الدنيا قد أظلمت بالخارج %
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م