لنصد رياح الغضب..بأبواب الحــلم وحواجــز الصبر
بينما كنت أتجول في سوق الحياة,,وأتنقل بين أركانه,,رأيت بائعاً غريباً يصنع أبواباً طويلة,,ويبني حواجز تصافح نجوم السماء,,ويحاول جاهداً بيعها للناس,,ولكن الناس يتجاهلون وجوده.
سرت إليه والشغف يملؤني لمعرفة من يكون,,,ومعرفة سر الحزن الذي هو خليل عينيه,,سألته فلم يجب..أعدت سؤالي عليه لعله لم يسمعني ولكنه تابع عمله دون أن يعرني اهتماماً,,ثم سألته للمرة الثالثة,,فنظر إلي بعينيه الحزينتين,,وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة غامضة وقال: تودين معرفة من أكون؟؟ثم تنهد طويلاً وأردف قائلاً:إني الصبر
الصبر الذي باعه الناس للماضي فأصبح أسيراً له
الصبر الذي رماه الناس من نفوسهم وجعلوه في نفاية النسيان,,لقد نسوا أني مفتاح فرجهم ومنفس كربهم
إن رياح الغضب قد اجتاحت نفوسهم,,ولوثت أيديهم بما تحمله من أتربة " الضرب والقتل",,ولوثت ألسنتهم بما تحمله من أغبرة " السباب والسخط"
فهذه الأبواب التي أصنعها والحواجز التي أبنيها...مصنوعة من الحلم والصبر,,وأبنيها لتصد رياح الغضب التي زادت من اشتعال نيران الكراهية بين الناس,,وأطفأت شموع المحبة فيما بينهم.
هؤلاء الناس الذين جعلوا الحزن رفيقي بامتناعهم عن شراء أبواب الحلم والصبر لأنهم لا يمتلكون ثمنها الذي هو الإيمان.
مسكين هو الصبر,,لقد نسيناه ولم نشتر أبوابه وحواجزه..
فإذا سقط أحدنا في بركة المصائب,,انجرف مع تيار السخط وعدم الرضا بما كتبه الله عز وجل.
وإذا حدثت له مشكلة مع أحد البشر,,انزاح مع رياح الغضب,,وسقطت الشتائم من لسانه كالمطر.
إننا بحاجة لأبواب الحلم والصبر,,وبحاجة أولاً للتمعن بقوله تعالى:
"واستعينوا بالصبر والصلاة"
و قوله:
"واصبر صبراً جميلاً"
وقوله:
"وتواصو بالحق وتواصو بالصبر"
فعند تمعننا بها نمتلك الإيمان,,الذي هو ثمن هذه الأبواب والحواجز.
منقول للافاده
moataz
|