http://www.palestine-info.net/arabic...1/15_11_01.htm
رسالة من الشيخ أحمد ياسين
إلى الشعوب العربية والإسلامية عامة وإلى الشعب الفلسطيني خاصة بمناسبة شهر رمضان المبارك
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين، أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ، مع بداية شهر رمضان المبارك أتوجه إليكم بهذه الكلمات من وسط الجراح ، من الجراح النازفة بالدماء ، من دموع الثكالى واليتامى ، والأسرى في سجون الاحتلال، من دموع شعب محاصر مقهور ، شعب تهدم بيوته، وتقتلع أشجاره ، وتقتل أطفاله ونساؤه وشيوخه ، من هذا الواقع من أرض فلسطين أرض الإسراء والمعراج ، من حول القدس والأقصى قبلة المسلمين الأولى من هذه الأرض المباركة ، تخرج الكلمات على غير عادتها تستنهض الأمة تطالبكم جميعا بوقفة رجل واحد ، لأن الدماء تنزف هنا وتنزف هناك في أفغانستان وتنزف هناك في كل أرجاء العالم ، الأمة الإسلامية مفككة ، الشعب المسلم مظلوم مغلوب على أمره ، العدوان والقهر الأمريكي والعالمي ضد المسلمين في كل مكان ، لماذا هذا الواقع السيئ ؟ لماذا لا تثور فينا ثائرة الأيمان وقوة العزيمة والتضحية والفداء؟ لماذا الوهن ؟ لماذا الخوف ؟ لماذا لا نطلب الشهادة ؟ لان من طلب الشهادة توهب له الحياة ، ومن طلب الحياة ، فقد كل الحياة .
أيها المسلمون: أفيقوا وعودوا عودة حميدة طيبة إلى دينكم ، إلى أحضان كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لأنه المنبع والقوة لأنه الرسالة الخاتمة التي جاءت لتنقذ الدنيا "وما أرسلناك إلا رحمة لعالمين" .
أيها الاخوة والأخوات: يا أبناء الإسلام العظيم في كل مكان الجهاد عليكم فرض عين لإقامة نظام الله في الأرض ولتحرير أوطاننا و أنفسنا من البغاة والمعتدين والمحتلين إنها معركة إما حياة و إما موت إما النصر و إما الشهادة فكونوا عند عهدكم مع الله " فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما " صدق الله العظيم .
أمريكا تثور لمصيبتها وتشن هجمة إرهابية على الأمة الإسلامية في أفغانستان والحركات الإسلامية المجاهدة في كل مكان في فلسطين وكشمير ... لخدمة (إسرائيل) ، أبرياؤنا يقتلون هنا وهناك في كل مكان في العالم فمن يثور لهم ؟ أين رعاة الأمة ؟ أين ملوكها؟ أين قادتها وزعماؤها ؟الأمة تناديكم ، القدس تناديكم "وامعتصماه" ، فهل من مجيب ؟ لا بد أن نسخر إمكاناتنا لمواجهة العدوان على امتنا " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون " صدق الله العظيم, فلا بد للمسلم أن يمارس الجهاد بنفسه وماله، فان لم يستطع جهز غازيا من ماله في سبيل الله ، أو خلف غازيا في أهله .
أيها المسلمون ، أيها المؤمنون يجب أن نعد أنفسنا لمعركة طويلة لأن هذا القرن هو قرن الإسلام قرن التحرير قرن النصر والسيادة وستزول هذه العروش الظالمة بإذن الله بتصميمنا وتضحياتنا وعطائنا وسنكون القوة القادمة إن شاء الله وصدق الله العظيم إذ يقول " وتلك الأيام نداولها بين الناس " فكونوا عند عهدكم مع الله يكن الله معكم.
يا أبناء الإسلام العظيم إن شعبنا الفلسطيني ليعاهد الله أولا ثم يعاهدكم أنه لن يسلم ولن يستسلم، ولن يفرط، ولن يرفع الرايات البيضاء، وأنه مستمر في جهاده وتضحياته رغم التشريد والحصار والتجويع والقتل والهدم، ورغم ذلك كله مصمم على نيل حقوقه وتحرير أرضه ومقدساته مهما طال الطريق. فإما النصر وإما الشهادة .
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
" والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون "
الله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين
وانه لجهاد نصر أو استشهاد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركات