مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 18-06-2006, 11:29 PM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي النص الكامل لرساله الرئيس احمدي نجاد الي نظيره الامريكي

بسم الله الرحمن الرحيم


فخامة السيد جورج دبليو. بوش

رئيس جمهورية الولايات المتحدة الاميركية

منذ مدة و انا افكر في كيفية تبرير جملة تناقضات لاتقبل الجدل مطروحة في الساحة الدولية و تتناقلها الاوساط الشعبية و لاسيما السياسية و الطلابية منها. وثمة استفسارات عديدة برزت بهذا الخصوص و بقيت دون جواب. لذلك قررت ان اثير بعض من هذه التناقضات و التساؤلات، عسى ان تسنح الفرصة المؤاتية لتصحيحها.

هل يمكن ان يسير المرء على نهج سيدنا المسيح (ع)- هذا الرسول الالهي العظيم؟

و ان يكون ملتزماً بحقوق الانسان؟

و ان يُسمّي الليبرالية نموذجاً للحضارة؟

و ان يرفض انتشار الاسلحة النووية و اسلحة الدمار الشامل؟

و ان يجعل مكافحة الارهاب شعاره؟

و اخيراً:

ان يعمل على اقامة المجتمع العالمي الموحد، و هو الذي يفترض ان يحكمه سيدنا المسيح (ع) و الصالحين في انحاء المعمورة.

و لكن في ذات الوقت، تتعرض البلدان للاعتداءات و تسقط الارواح و الكرامات و المهج من كونها قيم ذات مغزى، و يتم – على سبيل المثال- احراق قرية او مدينة او قافلة – برمتها – لمجرد احتمال حضور عدد من المجرمين في ايّ منها.

او ان تتم السيطرة على بلد ما لاحتمال امتلاكه لاسلحة دمار شامل، و يُقتل حوالى مائة الف شخص من ابنائه و تُباد مصادره المائية و الزراعية والصناعية، و ان تنتشر فيه قوة عسكرية قوامها زهاء 180000 شخص.

و يتم انتهاك حرمة البيوت مع مالها من قدسية و قد يعاد هذا البلد اكثر من خمسين عاماً الى الوراء و لكن بأي ثمن؟ بصرف مئات المليارات من الدولارات من خزينة بلد ما و بعض البلدان الاخرى و بارسال عشرات الآلاف من الشباب كجنود لقوات مهاجمة و تعريضهم للقتل و ابعادهم عن عوائلهم، و تلطيخ اياديهم بدماء الآخرين و ممارسة الضغوط المعنوية و النفسية عليهم بحيث تجر عدد منهم يومياً الى الانتحار و عندما يعود البعض الآخر الى وطنه يصاب بالانهيار و الاكتئاب و يكون عرضة لشتى الامراض. كما يُقتل عدد آخر من هؤلاء لتُسلـَّم جثامينهم الى ذويهم.

و بذريعة وجود اسلحة دمار شامل تنتاب هذه المأساة العظمى شعب البلد المحتل و كذا شعب البلد المعتدي، ثم يتضح فيما بعد عدم وجود اسلحة دمار شامل.

لقد كان صدام دكتاتوراً مجرماً و لكن الهدف المعلن من الحرب لم يكن الاطاحة به، بل ابادة اسلحة الدمار الشامل. و قد سقط صدام في هذه العملية و اعربت شعوب المنطقة عن ارتياحها لذلك. علماً بانه كان يحظى بدعم الغرب طوال حربه المفروضة على ايران.

السيد الرئيس،

قد تعلمون بانني من احد المدرسين و الطلبة يسألونى عن مدى تطابق مثل هذه الاجراءات مع القيم الواردة في مستهل كلامي بما فيها الالتزام بتعاليم سيدنا المسيح (ع)- و هو رسول السلام و الرحمة-؟

ثمة متهمون يقبعون في سجون غوانتانامو دون محاكمة. ما من محامٍ في متناولهم و يتعذر على عوائلهم رؤيتهم وهم خارج بلدانهم دون ان يكون هناك اي اشراف دولي عليهم. ليس واضحاً هل هم سجناء ام اسرى حرب ام متهمين ام مدانين؟

و قد ايّد مفتشو الاتحاد الاوربي وجود معتقلات سرية في اروبا ايضاً. انا شخصياً لم ارَ تناغماً بين اختطاف الاشخاص وزجهم في السجون السرية و بين ايّ من الانظمة القضائية في العالم. مع ايّ من القيم المذكورة في مطلع هذا الكتاب تتناغم هذه الممارسات؟ لا افهم. هل تتطابق و تعاليم سيدنا المسيح (ع) او حقوق الانسان او القيم الليبرالية؟

حول ظاهرة اسرائيل هناك استفسارات كثيرة يطرحها الشباب و الطلاب و الشعوب، لاريب في انكم قد سمعتم ببعض منها. وثمة العديد من البلدان تعرض للاحتلال طوال التاريخ، و لكن تأسيس بلد جديد بشعب جديد يُعد من الظواهر الحديثة في عصرنا الراهن.

يقول الطلبة: قبل ستين عاماً لم يكن هذا الكيان موجوداً. فهم يأتون بالوثائق و الكرة الجغرافية القديمة ليقولوا: كلما بحثنا، لم نعثر على بلد بإسم اسرائيل.

انا اضطر لأُرشدهم الى مطالعة تاريخ الحربين العالميتين الاولى و الثانية.

ذات مرة قال احد الطلبة: على مدار الحرب العالمية الثانية و التي اسفرت عن مصرع عشرات الملايين من ابناء البشر، كانت اخبار الحرب تنتشر على وجه السرعة من قبل اطراف النزاع و كان كل منهما يعلن عن انتصاراته و عن هزائم الجانب الآخر. و بعد ان وضعت الحرب اوزارها قيل ان ستة ملايين يهودي قد قضوا و هو العديد الذي نُسب الى ما لا يقل عن مليوني عائلة.

اذا افترضنا ان هذا الخبر هو خبر صحيح فهل تكون نتيجته المنطقية تأسيس كيان اسرائيل في منطقة الشرق الاوسط او دعمه؟ كيف يمكن تحليل هذه الظاهرة؟

السيد الرئيس،

لاشك في انكم تعلمون كم بلغ ثمن تأسيس اسرائيل و ماذا كانت تداعياته:

- مقتل الاف الاشخاص

- هدم مئات الالاف من الهكتارات من مزارع و بساتين الزيتون و هدم المدن و المناطق العامرة.

هذه المأساة لا تقتصر على زمن التأسيس، فهي مستمرة – و للأسف – منذ ستين عاماً.

لقد تأسس كيانٌ لايرحم حتى الاطفال، يهدم البيوت على رؤوس قاطنيها، يعلن مسبقاً عن خطة لاغتيال الشخصيات الفلسطينية و يزج في السجون الالاف المؤلفة من ابناء فلسطين.

ظاهرة كهذه يقل مثيلها في القرون الاخيرة او ربما لايكون لها نظير.

الاستفسار الكبير الذي يطرحه الناس هو: لماذا يتم دعم مثل هذا الكيان؟

انا لا انوى الاكثار من سرد الاسئلة، و لكني اريد التطرق الى بعض الملاحظات:

لماذا يقال و يروّج ان كل تقدم في العلوم و التقانة يحصل في منطقة الشرق الاوسط يشكل تهديداً للكيان الصهيوني؟ أليست الجهود العلمية و البحثية هي من حقوق الشعوب الاولية؟

ربما تكونون على معرفة بالتاريخ. بغض النظر عن القرون الوسطى، في اية حقبة تاريخية و في اية بقعة من العالم اعتُبر التطور العلمي و التقني جريمة؟ هل ان الافتراض القائل باحتمال استخدام العلوم للاغراض العسكرية يمكن ان يكون سبباً لمعارضة العلوم و الفنون؟ و اذا صح هذا الاستنتاج فيجب معارضة العلوم كافة بما فيها الفيزياء و الكيمياء و العلوم الطبية و الهندسة و ...

لقد قيل في موضوع العراق كلاماً كاذباً.ً ماذا كانت النتيجة؟ لا اشك في ان الكذب هو امر مذموم في المجمعات البشرية قاطبة، كما ان فخامتكم لايروق لكم ان يكذب عليكم احد.

السيد الرئيس،

هل يحق للشعوب المختلفة في اميركا اللاتينية ان تتساءل عن سبب معارضة الآخرين لحكوماتها المنتخبة، و بالمقابل يحظى الانقلابيون بالدعم و المساندة؟ لِمَ يجب ان يخيم على هذه الشعوب شبح التهديد الدائم؟ ان شعوب افريقيا هي شعوب مثابرة و مبدعة و كفوءة و بامكانها ان تلعب دوراً فاعلاً و قيماً في سد الاحتياجات و رقي المجتمع البشرى على الصعيدين المادي و المعنوي. الا ان الفقر و الفاقة تحولان دون بلورة هذا الدور في جزء كبير من هذه القارة. فهل يحق لهم ان يتساءلوا عن سبب نهب مواردهم الهائلة و ثرواتهم الطائلة في الوقت الذي هم احوج مايكون الى تلك الخيرات؟

هل تتلاءم هذه الاجراءات مع تعاليم سيدنا المسيح و حقوق الانسان؟

ثمة تساؤلات عديدة تختلج في نفوس الشعب الايراني الشجاع و المؤمن. منها: انقلاب التاسع عشر من آب قبل 52 سنة و الاطاحة بالحكومة الشرعية آنذاك، مواجهة الثورة الاسلامية و تحويل السفارة الى مركز لدعم معارضي الجمهورية الاسلامية (وهو الامر الموثق بالاف الوثائق)، دعم صدام في حربه ضد ايران، اسقاط طائرة الركاب الايرانية، تجميد ارصدة الشعب الايراني، اطلاق تهديدات متزايدة و الاستياء و الغضب من تقدم الشعب الايراني العلمي و النووي (في الوقت الذي تغمر قلوب الايرانيين – كل الايرانيين – الفرحة و البهجة لتطور بلدهم و تقدمه و قد احتفلوا بذلك ايّما احتفال)، و نماذج متعددة من هذا القبيل اتجاوز ذكرها.

السيد الرئيس،

لقد شكل الحادي عشر من ايلول حدثاً مروعاً. فقَتلُ الابرياء هو امر مؤسف و مؤلم اينما كان، حيث ان حكومتنا اعلنت في ذات الوقت عن استنكارها للفاعلين و قدمت التعازي لذوى الحادثة معربةً عن تعاطفها و مواساتها لهم. كل الحكومات عليها ان تصون ارواح و ممتلكات و كرامة المواطنين. يقال ان حكومتكم تحظى بمنظومة امنية و استخبارية متطورة، حتى انها تقوم بالايقاع بمعارضيها خارج الحدود. لم تكن عملية الحادي عشر من ايلول بالامر الهين.

هل كان بالامكان تخطيط و تنفيذ العملية دون تنسيق مع الانظمة الاستخبارية و الامنية او الاندساس الواسع فيها؟ هذا طبعاً هو احتمال عقلاني. لماذا لم يُكشف النقاب لحد الآن عن ابعاد و جوانب هذا الموضوع؟ لماذا لاتقدَّم ايضاحات حول المقصرين في هذه الحادثة؟ و ما سبب عدم تسمية الفاعلين و المقصرين و محاكمتهم.

السيد الرئيس،

ان توفير الامن و الاستقرار للمواطنين هو من واجبات الحكومات كافة. منذ سنين و شعبكم و شعوب البلدان المجاورة للمناطق المتأزمة في العالم لايشعرون بالارتياح النفسي و بالامان. فبعد كارثة ايلول، و بدلاً من الاهتمام بالمتضررين و المواطنين الاميركيين (الذين تأثروا بشكل بالغ بهول الحدث و اراحتهم نفسياً و التخفيف من و طأة جراحهم) راحت بعض وسائل الاعلام الغربي تثير اجواء اللا امن و تروج على قدم وساق لاحتمال شن هجمات ارهابية لابقاء المجتمع في اجواء يسودها الخوف و الرهبة. فهل هذا خدمة للشعب الاميركي؟ و هل يمكن تقدير الخسائر الناجمة عن الخوف و الرهبة؟

تصوروا، ان المواطنين الاميركان كانوا قد توقعوا شن الهجمات في كل مكان، وشعروا بانعدام الامن في الشوارع و اماكن العمل و المنازل، مَن كان يعجبه هذا الوضع؟

لماذا اوحت اجهزة الاعلام بانعدام الأمن بدلاً من الايحاء بالهدوء و الامن؟

قناعة البعض هي ان هذا الاعلام جاء لتمهيد ارضية الهجوم على افغانستان و تبريره. و هنا ينبغي الاشارة الى وسائل الاعلام:

لقد نصت المواثيق الاعلامية على ان الاعلام القويم و الامانة في نشر الاخبار هما مبدأ انساني مقبول.

اود الاعراب عن بالغ اسفي لعدم التزام بعض اجهزة الاعلام الغربية لمثل هذا المبدأ. ان الذريعة الرئيسة للهجوم على العراق تمثلت في امتلاك هذا البلد لاسلحة الدمار الشامل. و قد تم تكرار هذا الموضوع الى درجة وصول الناس الى قناعة به والتمهيد لشن هجوم على العراق.

اَلا تضيع الحقيقة في مثل هذا المناخ المفتعل و المزور؟

وهل يتناغم ضياع الحقيقة مع المعايير السالفة؟

و هل ستضيع الحقيقة عندالله سبحانه و تعالى؟

السيد الرئيس،

ان الشعوب – و في كل البلدان – يقع على عائقها دفع نفقات حكوماتها لتقوم بدورها في خدمة الشعوب.

السؤال الذي يقفر الى الذهن هو: ماذا جنى الشعب من جراء صرف مئات المليارات من الدولارات لتغطية نفقات زحف الجيوش نحو العراق؟

فخامتكم على علم بأن ثمة شرائح فقيرة تعيش في بعض ولاياتكم. الالاف يفتقرون الى مأوى. البطالة مشكلة كبيرة، و هذه المشاكل قائمة في سائر البلدان بشكل اوبآخر. ففي مثل هذه الظروف هل يمكن تبرير ذلك الزحف الكبير من الجيوش و تلك النفقات الهائلة من خزينة الشعب، ثم هل يتلاءم ذلك والمبادئ آنفة الذكر؟



 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م