Strike
STRIKE
العنوان هو اسم لقناة فضائية تُعنى بهز الوسط العربي.
وقعت عليها بالصدفة في وقت متأخر البارحة الأولى، من بين عشرات القنوات الفضائية.. ثماني مساحات متفاوتة مشغولة على الشاشة.. شريطين و6 أيقونات ملوّنة شبه متحركة.
ـ أحد الشريطين المتحركين تتكرر عليه عبارة: (نداء لكل السعوديين.. الوقت يمضي.. صوتوا لهشام).
ـ ولا أدري حتى اللحظة من هو "هشام" هذا، الذي يطالبنا صاحب الرسالة بالتصويت له.
ـ كانت الشاشة مزدحمة، بالكاد يتبقى حيز بسيط أو(خرم) وسط الشاشة تطل من خلاله المذيعة، تماماً كبقية القنوات الفضائية التي أصبحت تتحول إلى راديو، لازدحام الشاشات بالأشرطة المتحركة والأيقونات.
ـ توقفت عند تلك القناة لسببين: الأول بعدما لمحت أنها تستهدف السعوديين بالتحديد.. أكبر اللافتات الدعائية مُثبّتة أعلى الشاشة باللون الأحمر مخصصة للسعوديين برقم اتصال خاص.
ـ الأمر الثاني الذي دعاني للتوقف هو صراخ المذيعة على الهواء مباشرة:"مين اللي حيكسب .. بسرعة.. 25 ألف دولار"
ـ ولأنني أود أن أكسب فقد توقفت.. وجدت سؤالاً يقول بالنص: " نملتين راحوا الدكّان.. وحدة دخلت واشترت، والثانية لأ ..ليه"
ـ أي أن السؤال يدور حول أسباب عدم شراء النملة الثانية من الدكّان.
ـ استنفر الإخوة العرب من المحيط إلى الخليج بحثاً عن أسباب إحجام النملة الثانية عن الشراء!
ـ كانت الاتصالات تنهمر بالعشرات..أحدهم يرى أنها ماتت تحت"جزمة".. آخر يرى أنها لا تملك نقوداً .. ثالث يرى أنها جاءت لتحمل أغراض صاحبتها النملة الأولى..رابع يرى أنها" مش عايزة تشتري".. خامس يرى أنها "تحب تتفرج".
ـ ومع كل إجابة خاطئة، كانت المذيعة تستحث الهمم كأنها دلاّل سيارات:" كرر اتصالك.. حاول.. اسأل جيرانك.. أمك.. أباك.. إخوانك..أصحابك..بسرعة الجائزة 25 ألف دولار.. إحنا بانتظارك"
ـ لتصبح هذه النملة المغمورة قضية قومية.. حتى قلت إنها المنقذ للأمة العربية من آلامها ومتاعبها.
ـ داهمني النعاس وأقفلت التلفاز دون أن أعرف، مع بالغ الأسف، لماذا لم تشتري تلك النملة.
ـ "هل تعرفون أنتم لماذا لم تشتري النملة".
صالح الشيحي
الوطن السعودي
__________________
لم أزل أرنو إلى عليائها.... قمّة الفخرِ على النهج القويم
فـــإذا ما لاح فيـــها قيـمٌ.... فانظرن في سِفرِهِ توقيع ريم
|