للشوق في القلوب مسالك كثار
وما لقلب عن الولوج بهن خيار
ومن يستصعب السهل يجده صعبا
ومن يستهون الطوال فهي قصار
وليس للمرء بعد حبه أي منفذ
إلا إذا نفذبمخيط بعير وحُوار
وأيما امرئ لا يجد حلاوة حبه
وقد أعيته الليالي والنهار
وما للحب طب سوى الوصال له
فالطبيب على أدوائهن يحـار
قل لي بربك هل عشقت ذات مرة
وهل عشقت مثلما عشق الكبار
وهل كان عشقك للعيون لأنها
ملكت جمالا وأن بها الأسرار
وهل وجدت بها دفء حب ولم
تصرف العين عنها فهي أقدار
إذا كنت أحببت حب صب مغرم
فاعلم بأن حبك للعيون إزار
فارعه تجده خير مؤنس لوقت
كثر العذل فيه ويكثر النظار
وإن أمنت منهم فلن تهنأ به
لأن العواذل والوشاة هم كثار
وإن أنت حفظته بين أضلاع قلب
فلتهنأ العين هواك والـديار
ما كل من عشق الجمال محب له
إن المحب لمن أحبه المختار
ألا فاسمعن نصيحتي وافهم لها
حتى لا تصبك في حبك الأضرار
لا تسهرن للطيف مناجيا خاليا
حتى ولو سامرتك نجوم وأقمار
واعمل لوصل خلك ما كنت فاعلا
لو أنك أنت هو وهو لك يختار
ولا تفش سرك بالهوى لأي امرئ
فالأمر يصلح إن بينت الأضرار
والله لولا مخافة عاذلي بالهوى
لأمرت أن يقتل ويفنى الأشرار
إن الهوى لا يرتضي منك شيوعا
فكن خير أمين له فتلك أسرار
زمان الهوى رعتك ليالي حبنا
فهل استبدل ليل أم انجلى نهار
وكن على عشق الأوائل كن مثلهم
واحذر هوى زماننا فماله اختبار
وإن كنت مجبورا فلا تفصح بكل شيء
حتى ولو قطعوا رأسا وهدمت ديار