18-07-2007, 01:47 PM
|
عضو جديد
|
|
تاريخ التّسجيل: Jul 2007
المشاركات: 12
|
|
الهوية الفلسطينية تدفع ثمن المشروع الصهيوني
الهوية الفلسطينية تدفع ثمن المشروع الصهيوني
أ / تحسين يحيى حسن أبو عاصي - غزة فلسطين -
في العراق وفي الأردن ، وفي لبنان وفي ليبيا ، وفي غزة والضفة ، وعلى أرض فلسطين التاريخية ، يدفع الفلسطيني ثمن فاتورة الهوية .
ولم تعرف البشرية في تاريخها صمود شعب من شعوب الأرض ، كما صمد الشعب العربي الفلسطيني ، في نحالف أعتا القوى العسكرية ، المدعومة إعلاميا وسياسيا وعسكريا ، مما شكل هذا الصمود ضربة قوية للمشروع الصهيوني ، الذي استفاد من حالة العجز التي يعيشها النظام العربي الرسمي ، ومن أوجه التخلف العربي .
معالم المشروع الصهيوني باتت ظاهرة للعيان ، من قتل الشيوخ والأطفال والنساء ، واغتيال القادة والمناضلين ، وضرب كل مقومات الصمود ، ومصادرة الأراضي والممتلكات ، وهدم المنازل ، وقلع الأشجار ، وضرب الفلسطينيين في مخيمات اللجوء وفي أماكن الشتات ، وحصاره برا وبحرا وجوا وفرض المقاطعة عليه ، وتهجيره والتخلي عن جنسيته القومية .
ضريبة فُرضت على الفلسطيني ، من قبل أن يتكون في رحم أمه ، وهو كالمارد العملاق ، يشمخ بعز كبرياء بركانه إلى السماء ، ويتجذر في أرضه صخرة كأداء عاصية تحطمت عليها كل مؤامرات الظلام .
مخطط التوطين في سيناء ، في الخمسينات ومخطط الوطن البديل ، ومخطط التفريغ والتهجير والتجنيس ، وما فبل ذلك وما بعده من اتفاقيات ومؤامرات ، أوسلو ومدريد وطابا ،وشرم الشيخ وكامب ديفيد ، وخارطة الطريق وغيرها ، التي تكدست في دواليب الساسة والزعماء ، وسنسمع عن الكثير والهدف واحد .
والهوية الفلسطينية تدفع الثمن ولن نبالي بإذن الله ، فاتفاقية أوسلو تنص على التعاون الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ورسائل عرفات رابين نصت على محاربة الإرهاب وتعهد عرفات بملاحقته ،
اتفاقية طابا نصت أنه يجب على السلطة الفلسطينية أن تلاحق الإرهابيين، وعليها ألا تلاحق الخونة والعملاء ، والهوية الفلسطينية تدفع الثمن ولن نبالي بإذن الله.
ربطت إسرائيل ومعها الولايات المتحدة التقدم في عملية تسليم بمزيد من الأراضي للسلطة الفلسطينية ، بقدرتها على لجم الفصائل الفلسطينية المقاومة .
قامت بمنح السلطة صلاحية إدارة المدن الفلسطينية ، وفق اتفاقية طابا ، بسبب عمليات قمع للمجاهدين والمناضلين ، وبعد أن أثبتت السلطة حرصها على ملاحقة المقاومين ، وزج المئات منهم في السجون ، عمدت إسرائيل على توسيع الصلاحيات التي تقدمها للسلطة ، لتشمل حوالي 18% من مساحة الضفة الغربية ، والهوية الفلسطينية تدفع الثمن ولن نبالي بإذن الله .
وعندما اندلعت انتفاضة الأقصى ، أصبحت السلطة غير قادرة على ممارسة الاعتقال والملاحقة ، بعد أن قامت فعلا بذلك ، قررت إسرائيل اجتياح المناطق ، والهوية الفلسطينية تدفع الثمن .
قبلت السلطة الفلسطينية بخارطة الطريق التي نصت و بوضوح : على السلطة الفلسطينية تفكيك البنى التحتية للإرهاب ، دون أن تنص الخارطة على إلزام إسرائيل بوقف البناء في الجدار والاستيطان ، وفتح الطرق وتسريح المعتقلين والامتناع عن العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين ، والهوية الفلسطينية تدفع الثمن ولن نبالي بإذن الله .
إن لكل شعب في العالم خصائص ومميزات تميزه عن غيره من شعوب الأرض ، ولا أعتقد أن هناك في العالم أو في التاريخ كله شعبا مثل الشعب الفلسطيني ، فهو ذو قدرة فائقة على العطاء والتضحية ، والثبات والصبر ، وتحمل لا مثيل له لديمومة العذاب .
الشعب الفلسطيني كالبحر ، لا يعيش به إلا كل حي ، ويلفظ من أحشائه كل ميت ، ولولا هذه المزايا لأفل نجمه ، وذاب وجوده ، وتلاشى أثره ، وذهب ريحه منذ زمن ، فلا مكان لنهج أو فكر أو أيدلوجية لا تأخذ بعين الاعتبار تلك المميزات والخصائص التي يتميز بها شعبنا .
يتصدى للمشروع الصهيوني بأكمله ، ومن ورائه من القوى الغاشمة ، يقاوم ويصمد بحجارته ، وبأسلحته المتواضعة ، والتي أجبرت الساسة الإسرائيليين في شرم الشيخ وعلى لسان شارون ، أن يعترفوا بضرورة وجود دولة للفلسطينيين ، كما صرح نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الأسبق ، بعد الانسحاب من قطاع غزة : أن هذا الانسحاب يعتير تراجع في المشروع الصهيوني .
إننا ماضون على النضال والجهاد إلى يوم القيامة ، لا يضرنا المتآمرون ولا المتخاذلون ، ولا الانتهازيين الاستسلاميون ، ولا الوصوليون المنتفعون ، ولا المفسدون الخائنون .
إن الرياح التي تهب على شعبنا منذ انبثاق فجر الصراع كثيرة ، يتطاير معها القش الخفيف ، وينكسر في عتوها السن الحفيف ويبقي الصخر الصلب والعود العفيف ، وسوف تتطاير بإذن الله تعالى عصابات الإجرام التي تعثو فسادا على أرض قطاع غزة تطاير القش ، مهما دفعت هويتنا الثمن .
إن تلك القوى التي تتآمر في الليالي السوداء ، وتتاجر بعذاباتنا ، ليست في منأى عن سطوة الشعب وجبروت التاريخ ، مهما تخندقت بأبراجها العاجية ، ونأت عن شمس الحقيقة .
منذ عشرات السنين و الفلسطيني يعيش ولا يزال شدائدا وآلاما لا يعلم شدتها وعمق جراحها إلا الله تعالى ، ويدفع الثمن من قوته وصحته ، وحياته وكرامته وحريته .
على أيدينا قمنا بزج المئات من المقاتلين في السجون ، ذاقوا ويلات العذاب ، وتعرضوا لأبشع أنواع القمع ، وعلى أيدينا فتحت النار على المصلين في مسجد فلسطين في مدينة غزة ، فقتل 13 وأصيب 250 بجراح خلال ساعتين ، وعلى أيدينا تم تسليم أبناء شعبنا في صوفر وبيتونيا للاحتلال ،على أيدينا تجري عمليات الاختطاف والقرصنة ، والهوية الفلسطينية تدفع الثمن ولن نبالي بإذن الله .
في كل يوم تتفاقم هموم الفلسطيني ، وتزداد مشاكله ، وأحزانه وويلاته وعذاباته ، فهو تارة يئن ويصرخ ، وتارة يصمت بألم شديد ، معبرا عن كل ذلك بأساليب لقنها له التاريخ ، يفكر بكيفية التغيير ، وبآلية النجاة ، لعله يأتي اليوم الذي يرتاح فيه فكره ، ويهدأ روعه ، ويطمئن قلبه ، فيهنأ ويسعد في حياته مع ذاته ومع أسرته ومع بيئته والمحيط من حوله ، مع أرضه بسمائها بنورها وظلامها ، بشمسها وقمرها بجبالها وصحاريها ، بترابها وهوائها .
لعله يشعر بإنسانيته المنهوبة المنكوبة المفقودة ، مثلما يشعر بها كل إنسان من شعوب الأرض التي تعيش إنسانيتها ، فالمَشاهد الضاغطة من حوله كثيرة ، وصلت إلى حد لا يطاق ولا يحتمل ، والهوية الفلسطينية تدفع الثمن ولن نبالي بإذن الله .
إننا في أمس الحاجة إلى أصحاب قرار من ذوي الشفافية والبصيرة ، والقدرة الفائقة على التشخيص والعلاج ، بعيدين عن الفردية والأنانية والنظرة الضيقة ، و بعيدين عن الذاتية والوصولية والانتهازية ، و عن الشعارات الموجعة التي انطمس بريقها الذهبي ، وتحولت إلى بريق نحاسي صدئ .
مئات الآلاف من الفلسطينيين يعيشون تحت خط الفقر ، ينهشهم الجوع ، ويؤرقهم الخوف من المجهول ،..... أنظر بدقة إلى كل شيء من حولك على أرض فلسطين ، تجده ينطق ويعبر ، انظر إلى الأرض ، إلى السماء ، إلى الشجر ، إلى الحجر ، إلى البشر ، إلى كل مدينة وقرية ، إلى كل حي وشارع ، إلى كل بيت ومدرسة ومصنع ، إلى كل مدرسة ومستشفى ، انظر إلى كل المواقع والأمكنة . والهوية الفلسطينية تدفع الثمن ولن نبالي بإذن الله .
انظر بقراءة واستقراء تجد المعاناة متجلية بادية واضحة في كل مكان إنها الحقائق تصرخ لتعبر عن نفسها ، والهوية الفلسطينية تدفع الثمن ولن نبالي بإذن الله .
إن كل شيء في الوجود محكوم بقوانين الكون والحياة ، والعاقل ذو الفهم والتمييز هو الذي ينظر إلى الأمور نظرة حضارية وعلمية واعية ، لا نظرة نفعية وصولية .
حذاري من التراجع والضعف والشكوى مهما بلغت التضحيات وارتفع الثمن ، ففلسطين أغلى من كل شيء ، وحذاري من حديث الضعفاء العاجزين ، سنظل نزرع و نجني ونحصد ونقلع الشوك بأيدينا ، فصبرا صبرا إن الصبح لقريب .
في كل بيت من بيوت فلسطين على امتداد ربوع الوطن مصيبة ما بين شهيد أو جريح أو أسير أو منكوب في أرضه أو مصدر رزقه ، نالوا من مقومات الصمود التي يجب أن تتوفر لأبناء هذا الشعب المنكوب ، والهوية الفلسطينية تدفع الثمن ولن نبالي بإذن الله .
تغيبت عوامل الديمومة والبقاء لاستمرارية حياة الفلسطينيين في أرزاقهم ومعيشتهم ، الجريح لا يجد ثمنا للعلاج ، والسجين محروم من مستحقاته إلا وفق الاعتبارات حدّث عن ذلك ولا حرج .
الكلام كثير ، والحقائق مريرة ، واللائحة طويلة ، والهوية الفلسطينية تدفع الثمن ولن نبالي بإذن الله .
زيارتكم شرف لي
www.tahsseen.jeeran.com
httb://tahsseen.maktooblog.com
|