تاريخ مدينة عانه من بطون بعض الكتب والوثائق/ الفصل الخامس(ب)

[عبدالسلام طالب رشيد]

ويسجل ابو الفداء في التقويم ان عانه مستوطنة صغيرة نوعا ما تقع على جزيرة وسط الفرات .
ويكتب حاجي خليفة في فذلكة التواريخ انه في عام 1616م كان احمد ابو ريش اميراعلى عانه والحديثة .
وفي عام 1629م جاء فليب الكربلي ( وصف الرحلة الشرقية– فرانكفورت 1671) بعد مرحلتين من شيباس الى مستوطنة ريبة ) الرحبة) الواقعة على رابية غير بعيدة عن الفرات وبعد ان سار مسافة ابعد وجد جزرا صغيرة فقط بالقرب من بلدة انا . وقيل ان هذه البلدة كانت اكبر البلدان في ذلك الجزء من الصحراء وانها كانت مشهورة جدا الى ان قام الفرس بهدمها قبل ذلك بسنوات قليلة وانها امتدت على جانبي الفرات عند سفح جبل كانت مفصولة عنه بحاجز وعلى الجزيرة الصغيرة في النهر بنيت قلعة يمكن ان تكون على مرمى من جميع التلال المحيطة بها . وكانت البلدة انذاك نصف مخربة وكان يسكنها عرب ويهود . ويروي (الرحلات الست باريس 1676م) انه بينما كان ذاهبا من بغداد مخترقا الصحراء الى بلدة عنه وهو يكتبها ( انا( الصغيرة راى على مسافة خمسمائة خطوة أسد وهو يزاوج لبوة .
ووصف بلدة عانه بانها ليست كبيرة وقال انها كانت تعود الى امير عربي وكانت الارض مزروعة زراعة جيدة حولها على مسافة نصف ميل وكانت فيها جنائن واماكن للتنزه . ويذكر المرء موقعها بباريس لانها كانت مبنية على جانبي النهر مقابل جزيرة صغيرة حيث كان يقوم جامع فخم .
ويذكر ديلافالليه( البندقية 1664م(ان بلدة عنه تقع على كلتا ضفتي الفرات الذي كان يعبر بالقوارب وكان الاهلون يمتلكون عدد كبير منها وعلى كل من الضفتين كانت البلدة تتالف من شارع واحد يبلغ طوله اكثر من خمسة اميال . وكانت معظم الاكواخ مبنية بالطين الا انها محكمة وجميلة المنظر . وكان لكل منها حديقة فيها اشجار متنوعة كالنخيل والبرتقال والليمون والتين والزيتون والرمان وما شابه ذالك .
وكانت في النهر جزر صغيرة كثيرة مغطاة ايضا باشجار الفاكهة .
وكان على الجزيرة الوسط حصن ولم تكن البلدة مسورة الا ان الاجراف الشديدة الانحدار كانت تحجر الحدائق من الخلف تاركة تاركة على كلا الطرفين ممرا ضيقا فقط على امتداد النهر وكانت الاجراف شديدة الانحدار جدا بحيث كان من المستحيل حتى دخول البلدة منها .
وكان سيد البلدة والصحراء باكملها هو الامير فياض وكان يمتلك بيتا فاخرا هناك . وكان اسم عائلته القديم ابو رزك ( ابو ريشة) وكان الاهلون مسلمون , الا ان عددا منهم كانو يتبعون بعض المذاهب السرية وكان الامير فياض ابو ريش ينتمي الى قبيلة الموالي التي كانت تسيطر على الضفة اليمنى للفرات من تدمر الى الكوفة .
وفي منتصف قرن السابع عشر شكلت عانه وبيرة جك جزءا من عمالةرقةلا ن بالس ضمن عمالة حلب) ريكوت . الامبراطورية العثمانية 1670)
ويكتب حاجي خليفه( جيهان نامة . القسطنطينية 1145هـ (ان بلدة عانه الجزرية تقع اعلى من مستوطنة هيت والحديثة على حدود منطقة بغداد وقيل انها كانت المستوطنة الوحيدة في هذه البقاع التي يذكو فيها نمو الزيتون وكانت لها سمعة عظيمة باعتبارها موطن كثير من العلماء والاولياء والموسيقيين وعلماء الفيزياء وكان في المنطقة في الازمنة الغابرة كثير من النصيريين ولكن لم يبق منهم في القرن السابع عشر غير عدد قليل ويقول اولب فليبي في التاريخ ) ترجمة همر) ان عانه كانت تتبع اقليم الرقة.
وفي عام 1807م قام سعود بن عبد العزيز مع جماعته الوهابيين بنهب عانه ودير الزور )روسويا شويه بغداد 1809( .
وقال حاجي خليفة )جيهان نامة / القسطنطينية 1145 هـ ( ان هيت تابعة الى عانه .
وكان خالدا اراد ان يتخذ الحيرة دارا يقيم بها فاتاه كتاب من ابوبكر( رضي الله عنه )ان الحق بابي عبيدة حين اتاه كتاب ابي عبيدة يستمده فتوجه من الحيرة مع الادلاء ومن عين التمر حتى قطع المفازة كلما قطعها وقع في بلاد بني تغلب فقتل منهم قوما كثيرا وسبا . ثم مضى في بلاد تغلب ومضى معه ادلاء من اهلها حتى اتى النقيب والكواثل فلقى جمعا كثيرا لم ير مثله الا في اهل اليمامة . فاقتتلوا قتالا شديدا قتل خالد عدة بيده . واغار على ما حولها من القرى فاخذ اموالهم وما كان لهم وحاصرهم كلما اشتدالحصار عليهم طلبوا الصلح على مثل ما صالح عليه اهل عانات وقد مر ببلاد عانات فخرج اليه بطريقها فطلب الصلح فصالحه واعطاه ما اراد وخرج منهم عدة ادلاء فاخذوا على النقب والكواثل فصالحوه على مثل ما صالحه اهل عانات (ابو يوسف الخارج) .
السجلات المبكرة
ومما لا شك فيه انه نشأت على ضفتي الفرات الاوسط مستوطنات في الازمنة المتوغلة في القدم ففي بداية الالف الثاني قبل الميلاد تأسست دولة خانة (عانه) واتخذت من مدينة ( ترقه)عاصمة لها اما موقع المدينة فهو اما قرية العشارة الحديثة على بعد 21 كم جنوب شرق مصب الخابور او مستوطنة القرية التي كانت تبعد حوالي خمسة كيلومترات شمال غرب العشارة وقد عثر في كلا المقعين على الواح عليها كتابات مسمارية ويسجل اقدم هذه الالواح التي يعود تاريخها الى نهاية القرن العشرين ونوقش على لوح اخر شروط عقد بيع من عصر الملك(كشتليشو) يتعلق بعقار في تلك المدينة .
تحديد طريق توكولتي انورتا :
وكان المخيم السابع والعشرين قبالة جزيرة انات في بلاد سوخي . وانات هي عنه, الحديثة التي بني حصنها ومسجدها الجامع على جزيرة تبعد مسافة 16 كيلو متراً من سور .
زحف جوليان كما رواه اميانوس مارسينوس

وبعد ان ساروا ( جوليان مع جيشه) بمحاذاة الفرات وصلوا دوراً في يومين وهناك شاهدوا عدة قطعان من الغزلان وعبر الجزء الاعظم منهم النهر سباحة وهربوا الى اعماق الجزيرة وبعد اربع مسيرات سهلة اخرى ارسل الامبراطور في المساء قوارب عليها الف رجل مسلح بقيادة لوكيليات للاستيلاء على حصن انثا الواقع شأنه شأن العديد من الاخرين على جزيرة بالفرات فقامت القوارب المسلحة بهجوم ليلي ولكن دون جدوى وعند الفجر التمس الاهلون الرحمة وكان يسوقون امامهم ثورا مزينا بالإكليل كان رمزا للرغبة في السلام عند هؤلاء الناس الا ان الحصن احترق بعدئذ وعين لوكيليات قائده يوسايوس مسؤولا مدافعا عن حقوق العامة ومصالحها وارسل الاهلين مع جميع ممتلكاتهم الى بلدة خالكيس السورية وفي اليوم التالي هبت عاصفة قوية جدا مزقت خياما كثيرة كما هدم النهر الغاضب السد الذي كانت تحتمي به القواب وغرق بعضها مما كان محملا بالحبوب وبعد ان تزود الجيش بالطعام أمر الامبراطور باشعال النار بالحبوب الفائضة وبجميع الاكواخ أيضا وسبب بذالك ضررا للعدو الذي كان يراقب افعاله من الضفة المقابلة وعندما عبر جندي سكران الى الجانب الاخر للنهر القوا القبض عليه وقتلوه امام اعين رفاقه .
رواية جماعة أهل المدينة ( رواية أبي يوسف)

ان موقع عانات جمع (عانه) فهي عانه الحديثة على الضفة اليمنى للفرات وكانت تدعى سابقا عانات جمع(عانه) لأنها كانت في الحقيقة تتألف من اربع قرى اثنان منهن تقعان في الضفة اليسرى وواحدة على اليمنى وواحدة على الجزر ثم صارت القرية الغربية على الضفة اليسرى تدعى بـ ( راوه ) و لما هجرت القرية الشرقية والغربية التي على الجزيرة بقيت عانه التي تقع على الضفة اليمنى .

- المصدر:-
كتاب الفرات الأوسط / تأليــــــف الوموسيل