الاخــــــــــــــــوة
الأخـــــــــــوة ..
في هذا العالم الغريب .. في ظلمات هذا الكون الرحب .. في وسط ضوء البدر الخافت .. في وقت هبوب نسمات الحب .. ورياح الحنان .. وقطرات ندى من دموع الشوق والحنين .. وسط تنهدات وآهات أثقلت كاهلي .. أثقلته ؟؟ نعم أثقلته حتى أنني بعدها تمنيت أن لاتشرق علي شمس يوم جديد .. حتى أكون دوماً فيما يسمى بالماضي خوفاً من المستقبل .. خوفاً من السعادة المزيفة التي بداخلي أن تذهب مع رياح النسيان .. وأوراق الشجر المتساقطة إلى أجواء بعيدة .. وحبيبات الرمل المتطايرة تعصف بها الأعاصير فتتخبط خبط عشواء .. لا تعلم أيم المسير وماهي النهاية ؟؟ كل تلك الكلمات المزدحمة التي سطرتها بحبر قلمي على هذه الوريقات البضاء .. كل ذلك تحت سقف الأخوة المزيفة .. أمام كل هذا أقف صامتة لا حراك .. ينتابني شعور وتنبأآت من تجويف قلبي .. وكلمات تسري في عروقي سريان الدم .. بأن أمضي لأعيش في هذا العالم .. لكي أكتشف أسراره وأعيش حلاوته .. حلاوة الإحساس بكلمات العطف التي تقال .. كلمات الشكر والثناء على هذا العطاء .. حلاوة اللقاء .. ومرارة الفراق .. نعم كل ذلك أعيشه وأنا لا أعلم أنني أعيشه .. لا أرى أمامي سوى الجانب الإجابي .. الوجه الآخر لهذه الأخوة التي كنت أتوقع أنني أعيشها .. انجرفت وراء حب المعرفة .. وراء عبارات كاذبة أوهمتني فيها تلك الإنسانة أنني أحب و أعز ماتملك .. لما كل ذلك ؟؟ لما الثقة التي أعطيتها إياها خنقتني ؟؟ لما ذلك الحب الذي أوهبته لها تتحسر عليه لحظات عمري .. لما الدموع التي سكبتها عند فراقنا كانت تحرق جسدي وأنا لا أعلم .. ؟؟ لماذا كلمات الإعجاب التي نطقتها شفتاي وسمع صداها كل من حولي أرتدت إلي وأسقطتني ذهولاً و قهراً ؟؟ لكن لا وألف لا .. إن هذه الإنسانة الفارغة من الداخل .. معدومة الحياء .. ليست دليلاً على أخوة في الله .. احتوت مشاعرها الدفينة بالكره .. وأخرجتها للناس حباً وعطفاً .. ليست مثالاً لمحبة في الله تجمع بين شخصين .. لأنها لم تعطي مثلما أخذت .. ولم تنجز كما استولت .. ولم تبني كما هدمت ودمرت .. هذه نهاية أخوة مزيفة غلافها كلمات البراءة .. وجوهرها ســـــــر دفين .. لم تكن الأخوة في الله إلا بناء .. وثقة .. وعطف .. وحسن ظن .. ومحبة في الله .. لم تكن الأخوة في الله تنبني إلا على رضا الله وتقواه .. لم تكن الأخوة في الله إلا مشاعر صادقة وأحاسيس متبادلة وثقة في محلها وتنافس في خير .. لم ولن تكن الأخوة في الله فقط كلمات ننطق بها دون أفعال .. فهي كشجرة تحتاج من يرعاها .. جذورها العمل .. جذعها الإخلاص .. وفروعها الوئام وحب الخير .. وأوراقها الثقة .. وأزهارها يفوح عطرها دوماً بمحبة في الله .. نعم لقد خسرت وخذعت بأخوة مزيفة .. لكنني لم ولن أندم مادام من يحمل كل تلك المعاني مازال موجوداً .. نعم إنها الإنسانة التي طالما عشت معها كل تلك الأجواء والمشاعر الفياضة .. كانت دوماً تمثل لبي الأخوة الحقيقية .. لكي يعلم الجميع أن الأخوة في الله مازالت تنطق بفحواها العطر .. وشذاها الذي يملئ أرجاء أخوتنا .. فهي التي دوماً تعطيني دفعة قوية لأسير أماماً بلا قيود .. ونسيان مامضى .. فشتان بين هذه وتلك .. سامح الله من أخطأت في حقي .. ولله درك أيتها
__________________
صار الجهاد جريمة وخيانة والرقص والايقاع فعلا يحمد
|