أليس القرآن معجزة؟
أليست كل كلمه به معجزة؟
أليس كل حرف به معجز؟
السنا نتعبد الله بكل كلمة وكل حرف في القرآن؟
إذن لا يوجد كلمه بالقرآن إلا ولها مدلولها ومعانيها
ولا ينفع مكانها كلمه أخرى
إذن نتساءل
لماذا قال الله - سحانه وتعالى - بعث غرابا ولم يقل أرسل غرابا ؟
ما الفرق بين بعث وأرسل ؟
نحن نعرف أن يوم القيامة من أسمائه يوم البعث ، فما هي دلالة هذا الاسم في مع تلك القصة ؟
قال تعالى : ( ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك )
وقال ( ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون )
وقال ( ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله )
وقال ( قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه )
وقال ( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها )
وقال ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه )
كما قال الله تعالى ( ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك )
وقال ( قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل )
وقال ( فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم )
هل بعث غرابا بمعنى أرسل غرابا
أم بعث غرابا بمعنى أحيا غرابا ميتا وبعثه ليعلم ابن آدم
هل الغراب كان موجود حي يرزق أم غراب ميت وبعثه الله
فما الفرق بين بعث و أرسل
وهل الغراب كان حيا أم كان ميتا
لماذا بعث الله غرابا ولم يبعث صقرا أو نسرا أو طاووسا
بسم الله الرحمن الرحيم ،
الحمد لله رب العالمين ،
و الصلاة و السلام على حبيب رب العالمين سيدنا و مولانا و شفيعنا و قرة أعيننا محمد
و على آله الطيبين الطاهرين و زوجاته أمهات المؤمنين و صحابته نجوم الهدى المهديين و من تبعهم باحسان إلى يوم الدين .
***-***
أخي الحبيب يتيم الشعر : السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته و فتحه و خيراته
و رضوانه .
أما بعد ، فجزاكم الله خيرا على طرح مثل هذه المواضيع المفيدة و التي "تفرض " علينا الـتأمل و التدبر في كلام الله المعجز ( )...
نعم ، بمثل هذه المواضيع يمكن أن تحصل الإفادة للجميع
بدل مواضيع الفتنة و الشقاق ( ).
و كمحاولة للإجابة عن السؤالين المطروحين :
1 - لماذا قال سبحانه و تعالى عن نفسه أنه بعث ( غرابا ) و لم يقل أرسل ( غرابا ) ؟
2 - و ما الحكمة من بعث الغراب دون سواه من الطيور ( الصقر ، نسر ، حمام ، طاووس ،الخ )؟
إسمح لي بأن نذكر بأن سؤالكم موضوع الإشكال ورد بالآية عدد 31 من سورة المائدة حيث ورد فيها قوله تعالى :
أولا - ذهب المفسرون في كيفية بعث الغراب إلى منحيين :
1 - إلى أن الله تعالى قد بعث غرابا حيا إلى غراب آخر ميت .
2- إلى أن الله بعث غرابين فاقتتلا ، فقتل أحدهما الآخر و حفر له بمنقاره و رجليه و واراه التراب فتعلم قابيل منه ذلك .
و الفعل بعث هنا من البعث بمعنى الإِرسال و إستعماله هنا فى الإِلهام بالطير إلى ذلك المكان بحيث يراه قابيل.
و بالتالي يكون الفعلان هنا ( بعث و أرسل ) مترادفين و الله أعلم .
ثانيا - لماذا الغراب دون سواه ؟
- قيل لأن الغراب من عادته دفن الأشياء
- وقيل الحكمة في كونه المبعوث دون غيره من الحيوان كونه يتشاءم به في الفراق والاغتراب و هو رمز للدمار ( عملية القتل شر و دمار بالتأكيد ) في لغة العرب و هو مناسب لهذه القصة .
و الله أعلم و أحكم .
هذه اخي الحبيب ( يتيم الشعر ) خلاصة رجوعي لأهم التفاسير،
و لعل أبلغ ما قرأت في هذا الصدد ما جاء في تفسير التحرير و التنوير للعلامة الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله حيث يقول :
<< البعث هنا مستعمل في الإلهام بالطيران إلى ذلك المكان، أي فألْهم الله غراباً ينزل بحيث يراه قابيل.
وكأنّ اختيار الغراب لهذا العمل إمّا لأنّ الدفن حيلة في الغِربان من قبلُ،
وإمّا لأنّ الله اختاره لذلك لمناسبة ما يعتري الناظر إلى سواد لونه من الانقباض بما للأسيف الخاسر من انقباض النفس.
ولعلّ هذا هو الأصل في تشاؤم العرب بالغراب،
فقالوا: غُراب البين.>> ا.هـ
بارك الله فيكم أخي العزيز ( يتيم الشعر ) على الموضوع المفيد و المطروح عنوانا بشكل إستفزازي محبذ ( ) .
و بإنتظار ما يجود به علينا إخواننا الأعضاء الأحبة الكرام من إضافات أخرى تروي الغليل إن شاء الله ،
أستودعكم الله و السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته .