المطر يغسل طرقات المدينة وأرصفتها وجدران بيوتها ..
وبين الجوانح شجن، كأن غيومها تلفع الأضلع.
شعرت بالوحدة .. وأيضاً: رغبت أن أكون وحيدة ، أدخل إلى غرفة نومي منذ ساعات الليل الأولى ، ولا أعرف ما لذي سأفعله كل ما فعلته إنني سارعت وأطفأت جهاز التلفاز..
وتركت الضوء الوحيد في غرفتي هو هذا الذي يشع من ((الأباجورة)) التي وضعت بالقرب من رأسي..
أما الضوء الذي احسه من أعماقي فقد افتقدته هذه الليلة .
صدقني .. لا أعرف سبب هذه الرغبة في العزلة .. كنت أحس بالضيق .. حتى منك أنت ..
لم أرغب فيك هذه الليلة ، ولكني تمنيت أن تكلمني وأحادثك .. أي كلام أقوله لك و أسمعه منك..
أحبك أن تتكلم وتحكي فكلامك يريحني كثير ..
وأخذت كل هذه الأحاسيس معي إلى غرفتي الخاصة كأنها أسراري ..
أنت اليوم أهم أسراري التي تسعدني ، وأحياناً تسبب لي الاضطراب ..
وأقفلت باب غرقتي علي من الداخل .. تهيأت أن أقرأ .. أمسكت بمجلة ، ثم ما لبثت في يدي أكثر من دقيقة حتى قذفت بها .. فتحت صفحات ديوان شعر ..
تعرفني أحب الشعر ، وهذا الديوان هدية أعرتها لي وأنت تردد ضاحكاً : هذا الديوان للإعارة والقراءة وليس للأخذ .. أنا حرامي كتب ، فلا تكوني مثلي !!
سقط الكتاب على صدري ، وشرد فكري ، كأنني أناديك .. كأن خواطري تطاردك هذه الليلة لتعتقلك وتحملك إلي .. اشتقت إليك ..
ولكني أريد أن أبقى هذه الليلة وحدي ..
سألتني هذا اليوم : مآبك .. أحس أنك متضايقة ..
من هو (( أبن الكلب )) الذي يجرؤ على مضايقتك، أو يهون عليه ذلك ؟!
وأبتسم .. فلم تكن أنت الذي يضايقني .. بل العكس .. وجودك معي يريحني ويخلصني من هواجسي وتناقضاتي..
شدني القلق إليك من جديد نحيت الكتاب جانباً ، نحيتك أنت أيضاً .. مشيت إلى النافذة أزحت ستارتها ..
فرأيت الشارع مزدحم بالسيارات وبالأضواء .. كأن المطر قد توقف ..
ولكن الطرقات والأرصفة والسيارات تلمع بعد المطر ..
أريد مطراً يغسل نفسيتي ، ولكن …
يبدو أن أعماقي تشبه مدينة (( جدة )) : لا يتيها المطر إلا نادرا وغريباً !!
صديقتي العزيزة .. ود
آه … (( فقط ))!
كيف أخرجت هذه الكلمة من بحرك؟
أنها جزء من قصتنا .. جزء (( فقط ))!
أنها عمرنا الذي عشناه .. للحظات (( فقط ))!
هي أنت .. وحياتي
وهي أنا .. وقلبك!
بعض كلماتنا .. بعض أمنياتنا .. بعض جنوننا .. وكل حبنا!
والسر الوحيد المعلن هو: أنت فقط .
… أنت فقط .. أنت فقط .. ثم الجميع!!.
ود ..
هل تذكري ذلك اليوم الذي شدك فيه عنوان كتاب فأهديتنني نسخة منه !!
كنت تلوحين به في يديك قائلة أنه قراءة نفسية في أعماق امرأة متميزة!!
لو أنك قرأت عيناي عندما لوحت بالنظر إليك ..
فلم تكن تجلس في ذلك المكان امرأة مميزة غيرك ..
ود.. عودي إلينا!!
***********************************
· من كتاب ((فقط))..قراءة نفسية في أعماق امرأة مميزة!
للكاتب الكبير / عبدالله عبد الرحمن الجفري.
__________________
لا أود أن اخاطبك قبل أن ترتقي لمستواي..!!
ولا أود أن ترتقي إلا بعد أن أمنحك
OK-Green Light
آخر تعديل بواسطة Code-Blue ، 06-03-2002 الساعة 03:35 AM.