تحرير العراق هو تحرير الكويت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
ان تحرير العراق هو تحرير للكويت 0الآن، وبعد ان صمتت المدافع في حرب تحرير العراق وعادت الطائرات المقاتلة الى اعشاشها واسترخى الجنود في ثكناتهم وهدأ غبار المعارك يحق لنا ان نقول انها لم تكن حربا من أجل تحرير العراق فقط، بل كانت حربا من أجل تحرير الكويت.. مرة ثانية! نعم كانت ـ ايضا ـ حربا من أجل تحرير الكويت ليس من محتل.. ولكن من.. الخوف! عشنا في بلدنا ـ ومنذ الاستقلال وحتى يوم انطلاق الرصاصة الاولى لتخليص بغداد من سجانها ـ ونحن أسرى الخوف من ذلك الجار المؤذي وابتزازاته، عشنا أسرى الخوف من ان نغضب ذلك الزعيم او ذلك الرئيس او ذلك الملك! عشنا أسرى الخوف من ان تغضب علينا دولة في المشرق وأخرى في المغرب وثالثة في الشمال ورابعة في الجنوب! كنا ملوكا في «جبر الخواطر» ولو على حساب كرامتنا، و«سادة» في مراعاة الانفس ولو على حساب مصالحنا فبتنا نقدم التنازل تلو الآخر. والمهاودة بعد الاخرى حتى تحولنا الى «طوفة هبيطة» يستطيع حتى اطفال السياسة العرب ان يقفوا فوقها ونحن.. صامتون! لجأنا الى دبلوماسية «الشيكات والقروض والعطايا» لعلنا نبيع الخوف ونشتري الرضا فارتدت علينا «كعوب» الشيكات، كأنها خناجر تنغرز في أجسادنا! قررنا ان نكون «حمامة سلام» بين ابناء امتنا، فتوسطنا بين هذا وذاك، وبين «زيد وعمرو» لعلنا نكون «عطارا يصلح ما أفسده دهر الاشقاء» ونسينا سؤال العرب لانفسهم.. «وهل يصلح العطار ما أفسده .. الدهر»؟! ثم جاء الثاني من آب 1990 لنكتشف أن سياسة «الخوف» قد أوشكت على ان تلقي بنا في «جب سحيق» ونحن نرى الاشقاء العرب يذرفون علينا دموع التماسيح ويباركون «للذئب» أكلنا لولا رحمة من رب... العالمين! لقد كان يوم العشرين من الشهر الماضي ـ بدء انطلاق العمليات الحربية لقوات التحالف من الكويت لتحرير العراق ـ هو اليوم الذي قررنا فيه ان لا نكون «إمارة الخوف» بل ان نبحث عن مصالحنا من أجل ابنائنا واحفادنا، وندافع عن وجودنا من اجل قبور ابائنا وأجدادنا! لقد تحرر العراق من صدام، وتحررنا نحن من.. الخوف مرة واحدة والى الابد بعد ان تبين لنا الخيط الاسود من الخيط الابيض! انها.. حرية تلد اخرى وميلاد سبقه.. مخاض!
__________________
اللهم أرحم شهدائنا الأبرار
|