بسم الله الرحمن الرحيم
فرحة فرحة كبيرة بانتصار منتخبنا السعودي على اليابان في بطولة كأس أسيا ، وما زادني فرحة هو الانجاز الثاني الذي تحقق بهذا الانتصار وهو وصول المنتخب السعودي إلى المباراة النهائية لكأس أسيا للمرة السادسة في سبعة مشاركات .
عندها قررت شراء الصحف ( بعد مقاطعة طويلة معها ) ، كان هدفي منها هو قراءة ما كتب عن المنتخب البطل ومتابعة فرحة الشعب السعودي في الداخل والخارج ، تصفحت الأولى ، ثم الثانية ، ثم الثالثة ……… الخ ، شدني في جميعها فرحة الشعب السعودي وخروجهم إلى الشوارع ، الصحيفة الأولى تعرض الفرحة في الرياض ، وآخري تعرض الفرحة في جدة ، وثالثة في حائل ، ورابعة في القريات ، حتى الفرحة في مصر الشقيقة عرضتها الصحف السعودية .
وفي إثناء تصفحي وجدت أمراً غريباً ، إلا وهو تركيز هذه الصحف في صورها عن تلك الفرحة على أصحاب السيارات الفارهة ( أو لأكون دقيقاً أصحاب السيارات الجديدة من موديل 2002 وحتى 2006 ) بينما لا جد ولا صورة لا صحاب السيارات التي قبل هذه الموديلات ، ولو وجدنا سيارة من موديل أقل من 2002 نجد الصور تحدثنا أن صاحبها قد تكلف فيها ( جنوط ، زنون ، …. الخ ) .
وبذلك فأن جميع الصور التي عرضت في الصحف حدثتنا عن مجتمع مرفه ، يملك السيارات الحديثة ، وأكدت لآخرين على أن قضيت الفقر التي يتضجر منها الشعب السعودي ( قروض ، بطالة ، ارتفاع مستوى المعيشة ……. الخ ) ما هي إلا أكذوبة يتحدث عنها من يدعون الإصلاح والجهاد ( لست مؤيداً لهم ) ، والصور خير شاهد على هذا الترف .
كنت أتمنى أن تتعرض هذه الصحف إلى بيان حالة الناس البسطاء من خلال تلك الفرحة لا يصالها إلى ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين ، ولكي يرى أهل الخير حالة هذا الشعب المغلوب علية أعلامين ، بدلاً من أخراج أموالهم إلى الخارج .
وفي النهاية لدي عدة تساؤلات إلى هذه الصحف وهي : هل يحق لي أنا المواطن البسيط أن افرح بهذا الانجاز وتظهر صورة سيارتي ( كرسيدا 94 الاسطبات مكسورة ) على الجرائد ؟ أم أن هذا الانجاز متعلق فقط بأصحاب السيارات ذات المظهر الجميل ؟ أم أن هذه التغطية لفرحة الشعب السعودي من قبل تلك الصحف ( على قول البسطاء ) ملعوبه ( وافهم يا فهيم ) .