«الشرق الأوسط»
تكشفت امس تفاصيل القصة الكاملة لاعتقال صدام حسين داخل ما صار الاميركيون يسمونها بـ«حفرة العنكبوت» بقرية الدور في تكريت. فقد بدأت آخر فصول عملية مطاردة الرئيس العراقي السابق يوم الجمعة الماضي عندما نفذت القوات الاميركية عملية اعتقال في منزل سري ببغداد اسفرت عن تقديم «المعلومة الحاسمة» حول اختباء صدام حسين.
كشف الشخص المعتقل انه يمكن العثور على صدام في واحد من منزلين مبنيين بالطوب الاخضر في مزرعة بقرية الدور. في الساعة 10.15 وضع الضباط الاميركيون اللمسات الاخيرة للعملية التي أسموها «عملية الفجر الاحمر»، مع ان تنفيذها بدأ بعد الغسق. كلف بتنفيذ المهمة 600 جندي اميركي قيل لهم فقط انهم متجهون لاعتقال «هدف مهم». اتخذ الجنود مواقعهم تمام الساعة السادسة من مساء السبت، قبل ساعتين من بدء العملية. لم يعثر الجنود في البداية على «الهدف»، فأغلقوا المنطقة ووسعوا عملية البحث الى ان عثروا بالقرب من نهر دجلة على منزل من غرفتين طينيتين في احداهما سرير وكرسي وقمصان تي شيرت مبعثرة، وفي الثانية مطبخ بدائي به صنبور مياه.
فجأة وجد الجنود حقيبة بها مبلغ 750 الف دولار من فئة المائة دولار، مما عزز لديهم الاعتقاد باقترابهم من شخص مهم قد يكون صدام حسين. عندها لاحظوا في فناء المنزل بساطاً مثيراً للشبهة فأزاحوه ليجدوا مدخل قبو عمقه متران ونصف المتر وعرض مساحته في الاسفل 180 سنتمتراً تتسع لشخص واحد مستلق. وجد الجنود في قاع القبو رجلا طويل الشعر وكث اللحية لم يتعرفوا عليه الى ان بادرهم بتعريف هويته من دون ان يستخدم المسدس الذي كان بحوزته. ويقول الكولونيل جيمس هيكي قائد الفرقة التي كلفت البحث عن «الهدف» ان جنوده أوشكوا على رمي قنبلة يدوية داخل الحفرة لولا اسراع صدام بالاستسلام.
وكان اول ما قاله الرئيس العراقي المخلوع بالانجليزية للجنود الاميركيين الذين كانوا يخرجونه من الحفرة «اسمي صدام حسين، انا رئيس العراق، واريد التفاوض». ورد عليه افراد القوات الخاصة الاميركية بأنهم يحملون تحيات الرئيس الاميركي جورج بوش له.
وقال مسؤول الاستخبارات الاميركي الذي قرأ مسودة التحقيق الأولي مع صدام، ان المسودة امتلأت بعبارات خطابية طنانة، فحينما سئل: «كيف حالك؟» جاءت إجابة صدام: «أنا حزين لأن شعبي مستعبد». اما اعضاء مجلس الحكم الاربعة، وهم موفق الربيعي وعدنان الباجه جي واحمد الجلبي وعادل عبد المهدي فقد التقوه بعد ظهر الاحد في القاعدة العسكرية التي لم يعلن عنها وكان يجلس على سرير عسكري معدني، وقد استيقظ لتوه من قيلولة، وكان يرتدي جوارب وخفا أسود. وقالوا ان صدام كان متحديا وغير نادم ولكنه مهزوم الى حد كبير.
وقال موفق ان صدام كان يستخدم معهم لغة بذيئة. وكان مسؤولان أميركيان حاضرين هما بول بريمر الحاكم المدني الأميركي للعراق والجنرال ريكاردو سانشيز القائد العسكري الاعلى في العراق، لكنهما لم يشاركا في الحوار.
ويختلف مساعدون للزعماء العراقيين الاربعة قليلا حول ما حدث، اذ قال أحدهم ان صدام الذي قالوا انه كان قد استيقظ لتوه لم يعرف أيا من زواره. وقال آخرون انه عرف الجلبي وطلب منه تقديم الآخرين.
وقال أحد المساعدين ان «صدام أدار وجهه الى الباجه جي وقال: كنت وزير خارجية العراق. ما الذي تفعله مع هؤلاء الأشخاص؟».
وقال الربيعي انه سأل عن سبب قتل صدام اثنين من كبار رجال الدين الشيعة هما
آية الله محمد باقر الصدر عام 1980،
وآية الله محمد صادق الصدر عام 1999،
فأجاب صدام حسين متهكما «الصدر أو الرجل؟».
وعندما سئل عن المقابر الجماعية اجاب
«اسألوا اقاربهم، كانوا لصوصا وهربوا من المعارك مع ايران وفي الكويت».
وعن غزو الكويت قال «انها جزء من العراق».
وقال الباجه جي ان صدام حاول أن يبرر أفعاله بالقول ان العراقيين يحتاجون الى حاكم قاس.
وأكد مسؤول استخبارات اميركي أن الجنود الأميركيين وجدوا مع صدام حقيبة تحتوي على رسالة فيها ملخص لاجتماع عدد من قادة المقاومة في بغداد.
بعض عنواين الصحف
البعث العراقي يؤكد اعتقال زعيمه: خيانة أوقعت به
بناته وأحفاده في حالة ذهول
صدام ينقل إلى قطر وأنصاره ينتفضون في الفلوجة
أكدت شبكة سي.إن.إن نقلاً عن مسؤولين أمريكيين أنه نقل صدام حسين إلى سجن في قاعدة (السيلية) الأمريكية في قطر من دون أن تذكر تفاصيل
علمت (عكاظ) أن ابنتي صدام حسين رغد ورنا المقيمتان في عمان تعيشان حالة ذهول وهما غير مصدقتين ما حصل من إذلال لوالدهما وأعربتا عن أملهما في أن تسمح لهما قوات الاحتلال بمقابلة والدهما طالما اعتبر أسير حرب
التحقيقات الأولية مع الرئيس المخلوع مكنت الأمريكيين من اعتقال شخصيات أخرى
صدام نقل إلى مكان ما في الخليج وسأل محققيه عن الضمانات إذا تعاون معهم
وقالت تلك المصادر إن صدام يلتزم الصمت حتى الآن وإنه يردد أنه مرهق ومريض ولكن المحققين يرفضون منحه أية فرصة للراحة أو للنوم كإحدى وسائل الضغط النفسي لدفعه إلى الإدلاء بمعلومات خاصة عن الدوري وشبكة قيادات خلايا البعث في أرجاء العراق
ويوضح جنرال كبير في الجيش الأمريكي، لم يشأ الإفصاح عن اسمه، أنه كان يتوفر لصدام حسين ما بين 20 إلى 30 مخبأ، وأنه كان يتحرك باستمرار بمعدل كل ثلاث إلى أربع ساعات ما بين هذه المخابئ، شديدة التمويه، والتي لا يعرفها إلا قلة قليلة من أقرب المقربين إليه، من حراسه الشخصيين وبعض أقاربه.
طلب الرئيس العراقي السابق صدام حسين التفاوض حين قبضت عليه القوات الأمريكية في شمال العراق. وقال الميجور براين ريد قائد العمليات في اللواء الأول من فرقة المشاة الرابعة أمس إن صدام قال لحظة مداهمة مخبئه "أنا صدام حسين أنا رئيس العراق وأريد التفاوض". وأضاف "الجواب كان أن الرئيس (جورج) بوش يرسل إليك تحياته".