الإيمان هو الأساس الحلقة (51) الجزء الأول
دروس في الإيمان (51) الجزء الأول.
ثمرة الفهم الشرعي للعمل الصالح
على ضوء هذا الفهم وتطبيقه يترتب وعد الله عباده المؤمنين بنصرهم والتمكين لهم في الدنيا وإثابتهم بدخولهم الجنة والرضا عنهم في الآخرة، فهو تعالى إنما وعد بالنصر عباده المؤمنين الذين يتحقق فيهم الإيمان المعروف في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وليس مجرد إيمان يدعيه مدع غير الإيمان الذي أراده الله، فليس الإيمان بالتمني وإنما هو ما وقر في القلب وصدقه العمل، وإلا:
وكل يدعي وصلا لليلى
،،،،،،،،،،،،،وليلى لا تقر لهم بذاكا
فلا ينبغي اليوم أن يتجرأ المسلمون على ربهم ويسألوا ذلك السؤال السيئ الأدب الدال علي جهلهم بالإيمان الذي نزل به القرآن الكريم ودعا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم، ووعد الله أهله بالنصر على عدوهم والتمكين لهم في الأرض، ذلك السؤال الذي يتكرر على ألسنة جهال المسلمين تعجبا، وعلى ألسنة أعداء الإسلام، حتى من المنتسبين إليه مكرا وتشكيكا.
فيقول الجميع:
كيف ينصر الله غير المسلمين من اليهود والنصارى والشيوعيين والهندوس وغيرهم على المسلمين وقد وعدهم بالنصر على هؤلاء الأعداء، في القرآن الكريم.
في قوله: (( وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ )). [الروم: 47].
وقوله: (( وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ )). [الصافات: 173].
من هم المؤمنون الموعودون بنصر الله ومن هم جنده الموعودون بالغلب؟!
أهم الذين يوالون أعداءه من اليهود والنصارى ويعادون أولياءه من علماء المسلمين الدعاة إليه وإلى الجهاد في سبيله وتحكيم شريعته؟!
كيف يطلب النصر من يدعي الإسلام على من يزعم أنه عدوه وهو يواليه ويطيعه في معصية الله ومحاربة أوليائه؟!
كيف ينصر الله من يمكن لمعاصيه في الأرض ويهيئ كل الأسباب لترك طاعته؟!
كيف ينصر الله من يحاربونه بإباحة المحرمات من الزنى والخمر والربا وإباحة كل الوسائل المؤدية إلى المنكر؟!
أينصر الله من يفرض على الأمة الإسلامية الحكم بالطاغوت ويحرمها من الحكم بكتاب ربها وسنة نبيها؟
من أحق بنصر الله أصحاب رسول الله الذين حصلت من بعضهم مخالفة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد، لا تعد شيئا يذكر بالإضافة إلى ما يجاهر به من يدعي الإسلام اليوم، أو هؤلاء الذين لم يتركوا شيئا مما يغضب الله إلا ارتكبوه؟
إن الإيمان الذي وعد الله أهله بالنصر في القرآن هو الإيمان الذي بينه القرآن فليرجع إلى القرآن من يطمع في نصر الله، ليفهم منه الإيمان الذي أراده الله ويحققه في نفسه، وعندئذ سيكون من جند الله الغالبين، ومن لم ينصره الله على عدوه ممن يدعي الإيمان فليفتش عن إيمانه فسيجد فيه خللا لأن الله قٌد وعد – ووعده صدق - بنصر المؤمنين الذين ينصرون دينه.
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )) [محمد:7].
__________________
الأهدل
|