الصيف دروس وعبر
الصيف دروس وعبر
رأى عمر بن عبد العزيز رحمه الله قوما في جنازة قد هربوا من الشمس إلى الظل ، وتوقوا الغبار ، فبكى ثم أنشد :
من كان حين تصيب الشمس جبهته ……. أو الغبار يخاف الشين والشعثا
ويألف الظل كي تبقى بشاشته ……… فسوف يسكن يوما راغما جدثا
في ظل مقفرة غبراء مظلمة …….. يطيل تحت الثرى في غمها اللبثا
تجهزي بجهاز تبلغين به ……. يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثا
لذا ينبغي لمن عانى أو يعاني من حر الشمس أن يتذكر حرها في الموقف ، فإن الشمس تدنو من رؤوس العباد يوم القيامة ويزاد في حرها
وينبغي لمن لا يصبر على حر الشمس أن يتجنب من الأعمال ما يوجب له النار ، فإنه لا قوة له ولا صبر عليها ..
قال أحدهم :
نسيت لظى عند ارتكابك للهوى ……. وأنت توقى حر شمس الهواجر
كأنك لم تدفن حميما ولم تكن ……… له في سيلق الموت يوما بحاضر
كان ابن عمر في سفر مع نفر من أصحابه .. فوضعوا سفرة لهم فمر بهم راع فدعوه .. فقال إني صائم .. فقال ابن عمر : أفي مثل هذا اليوم الشديد حره وأنت في هذه الشعاب في آثار هذه الغنم وأنت صائم ؟!
فقال : أبادر أيامي هذه الخالية ..
فعجب منه ابن عمر فقال له : هل لك أن تبيعنا شاة من غنمك ونطعمك من لحمها ما تفطر عليه ونعطيك ثمنها ؟ قال : إنها ليست لي ، إنها لمولاي .. قال ابن عمر يريد أن يختبره : فما عسيت أن يقول لك مولاك إن قلت أكلها الذئب ؟ فمضى الرجل وهو رافع إصبعه إلى السماء ويقول : فأين الله ؟!
فلم يزل ابن عمر يردد كلمة الراعي حتى قدم المدينة ثم بعث إلى مولى الغلام فاشتراه والغنم منه ، فأعتق الراعي ووهب له الغنم ..
الوائلي
<marquee direction=right><font color=ff00ff>إذا لم يكن عون من الله للفتى ... فأول ما يجني عليه اجتهاده</marquee></font>
[ 26-06-2001: المشاركة عدلت بواسطة: الوائلي ]
|