ابن قدامة المقدسي صوفي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وسيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
في الحقيقة أنه لا يوجد أي عالم من علماء المسلمين العاملين والمجاهدين يخلو قلبه من التصوف والذي هو بمرتبة الإحسان بل هو عين الإحسان، وإن العالم المجاهد ضد الصليبيين هو:
الموفق ابن قدامة المقدسي الحنبلي توفى سنة 620 هجرية صاحب كتاب "المغني" وهو أكبر مراجع الفقهية للحنابلة .
فلقد كانت له ولأخية أبو عمر وتلاميذهما خيمة ينتقلون بها مع المجاهدين تحت قيادة صلاح الدين الأيوبي الشافعي الأشعري، ولقد لازم الموفق ابن قدامة المقدسي شيخة عبدالقادر الجيلاني، والجيلاني هذا أحد شيوخ الطرق الصوفية المعروفة بالجيلانية، ولكن الموفق ما لبث أن سلك طريق القادرية وهي أحد طرق الصوفية .
يقول ابن كثير في البداية والنهاية [13/100] فيه: وكانت له أحوال ومكاشفات ،
ومن يقرأ بعض مؤلفات الموفق يرى أن الله قد نّور له قلبه ووصيته في الزهد طافحة بذكر أئمة التصوف وأخبارهم، وأوصى فيها بسلوك نهجهم وطريقتهم، وعبادتهم على التجريد إلى أن قال: "فعليك الإجتهاد في الدخول في أوليائه الذين أختارهم عز وجل لنفسه وأكرمهم بولايته وأوقفهم على بابه وشغلهم به وعلق قلوبهم بمحبته لا يلتفتون إلى ما سواه من الدنيا ولا غيرها ."
انظر وصية ابن قدامة في الزهد والتصوف .
وقد كان رحمه الله مباركا يرقي المريض كما هو مبين في الذيل على الروضتين ص 140 .
وقد قال رحمه الله بالتبرك بالصالحين وبكتبهم وهذا موجود في كتابه المغني [1/30]
كما أباح قصر الصلاة لمن سافر إلى زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وله رد في حديث لا تشد الرحال أنظر إلى المغني [2/93]، وكذا المشاهد والقبور، وذكر حديث التوسل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقضاء الحاجات وله رسالة في التصوف ..وهي موجوده في مقدمة كتابه المغني . ص29 .
فرحم الله أئمة وشيوخ الصوفية وتغمدهم الله في رحمته.
اللهم آمين .
|