بيان من تنظيم قاعدة الجهاد في افغانستان الى الامة الاسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد :
فبقلوب راضية بقدر الله تعالى ، ونفوس مستسلمة لحكمه مستيقنة بِحكَمِه ، يتقدم تنظيم قاعدة الجهاد برفع تعازيه ومواساته للأمة الإسلامية بعامة ، والمجاهدين بخاصة في فقد أسد من أسود الإسلام ، وركن من أركان الجهاد ، وقائد من قادات الأمة الشيخ المجاهد الشهيد - بإذن الله - أبي مصعب الزرقاوي ورفاقه ، تقبلهم الله وأسكنهم فسيح الجنان ، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وإننا أمام هذا الحدث الجلل لنؤكد على الأمور التالية :
أولا : إن استشهاد الشيخ أبي مصعب - رحمه الله – لهو إحدى الخصلتين الحسنيين اللتين طالما حرص عليهما ، وسعى لنيلهما ، وركب المخاطر للتشرف بهما ، حتى أكرمه الله عز وجل بالشهادة ، وذلك أسمى مطلب لكل مجاهد صادق ، وأغلى أمنية لكل مقاتل محق ، [قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين] ، [فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما]
فهنيئا لك أبا مصعب ثم هنيئا لك.
ثانيا : إن المجاهدين وطدوا أنفسهم وهيئوها لمثل هذه الأحداث من أول يوم عقدوا فيه البيعة على أداء هذه الفريضة الربانية ، وما كان الجهاد يوما من الأيام ليتوقف على بقاء شخص أو ذهابه ، وهي حقيقة راسخة في قلوبنا أوضحها القرآن لنا : [وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين] [وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين]
فكم من قادات الجهاد الذين قتلوا أو أسروا في معركة الإسلام المعاصرة ، فهل خبت بذلك جذوته ؟ أو انفرط عقده ؟ أو وهت عزام أهله ؟ أو نَعِمَ أعداؤهم بحياة رغيدة هنيئة ؟
ولذا فما مقتل الشيخ أبي مصعب إلا نقمة جديدة أضافتها أيدي الغدر والمكر إلى قائمة النقمات التي تعد وقودا دافعا يتزود به أبطال الإسلام في خوض معركتهم الشرسة ضد قوى الكفر العالمية فأبشروا – يا أعداء الله – بما يسوؤكم ، فقد أبقى الله لكم من قاداتهم الصابرين من أمثال الشيخ أسامة بن لادن والشيخ أيمن الظواهري وأتباعهما من يواصل الطريق ويأخذ بالثأر ، وما زال رحم هذه الأمة ينجب الرجال.
إذا مات منا سيد قام سيد ...قؤول لأفعال الكرام فعول
ثالثا : إن الشيخ أبا مصعب ما قتل حتى نشّأ جيلا ، وكتّب كتائب تربت على التضحية والفداء والبطولة والإقدام ، وما زالت كلماته الصارمة تدوي في آذانهم ، وتغذي قلوبهم ، وتحض نفوسهم ، وستبقى مواقفه الباسلة منهجا راسخا يخرج الأبطال ويحيى الرجال ، فرفاق دربه في مجلس شورى المجاهدين وإخوانهم في عراق الخلافة ماضون على العهد ، ثابتون على المبدأ ، مقيمون لذروة سنام الإسلام.
رابعا : إننا لنبشر المسلمين أن إمامة الكفر الصليبي باتت تترنح وتتخبط وتتهاوى تحت ضربات المجاهدي المتوالية في العراق وأفغانستان ، وإنهم ليصيبهم من الآلام المتواصلة والخسائر الفادحة أضعاف أضعاف ما يصيب المجاهدين ، [إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون]
فها هي بوادر النصر وعلامات الفتح قد بدأت تلوح في الأفق رغم تكتيمهم وتضليلهم الإعلامي.
فصبرا أمتنا الغالية ، ومزيدا من البذل والتضحية ، بهمم عالية ، وعمل جاد ، وجهد مستمر.
فوالله ما هي إلا إحدى الحسنيين نصر أو شهادة
[قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد]
ولله العزة ولرسوله وللمؤمين.
|