المبدأ والموقف

[مصطفى معروفي]

المبدأ هو القاعدة الأساسية التي يسير عليها المرء في حياته ،وعلى ضوء هذا المبدأ يتخذ القرارات و المواقف التي تلائمه وتلائم مبدأه.فالموقف هو تابع للمبدإ وخادم له ،والشخص الذي يعوزه المبدأ يكون بدون مواقف ،أو تكون مواقفه متذبذبة ومتهافتة على افتراض أن ثمَّةَ استقلالية بين المبدأ والموقف.
المبدأ قابل للتغيير ،ونحن في حياتنا نرى الكثير من الناس يبدلون مبادئهم ومواقفهم كما يبدلون معاطفهم وأحذيتهم على ما تقتضيه منهم المصالح الذاتية سواء كانت هذه المصالح عابرة أو دائمة.
إن الشخص الذي يبدل موقفه لا ينبغي أن نضع الثقة فيه هكذا ضربة لازب ،حتى ولو كان موقفه الجديد هو نفسه الموقف الذي نتبناه وننافح عنه أمام الملأ ،بسبب أننا لا نضمن استمراره فيه وثباته عليه،فيجب علينا توخي الحذر ولا نثق فيه خاصة في القضايا المهمة والخطيرة التي تخصنا كأفراد أو كمجتمع أو كأمة.
ويحدث أحيانا أن يتخلى المرء عن مبدئه لإرضاء شخص ما أو لتحقيق مصلحة ما ،وبالنسبة لي سأنظر هل الأمر فيه معصية مع الله تعالى أم لا،فإن كان فيه معصية فهو حينئذ يسمى "مداهنة"، والمداهنة هي إرضاء الغير في ما يغضب الله تعالى ،فهي مذمومة شرعا،وأما إذا كان لا ضرر من ذلك ولا إثم فيه فلا بأس أن نتنازل في سبيل قضاء مصالح الناس ابتغاء مرضات الله عز وجل.[مرضات هكذا بالتاء المبسوطة] .
هناك طائفة من الناس لها مبادئ لا تتماشى والقيم النبيلة المتعارف عليها في مجتمعنا كمسلمين ،ومع ذلك تجدها - أي الطائفة - متمسكة بمبادئها لا تبالي في الإيمان بها لومة لائم ،مادامت تلك المبادئ تلبي رغبتها وتشبع حاجتها في الشره وحيازة المنافع الذاتية،فلا الدين أفلح في إقناعها بالإقلاع عن عن تلك المبادئ السمجة ،ولا الوازع الأخلاقي ولا الضمير الشخصي.وهذه الطائفة هي آفة أو علة في جسم المجتمع ،وهنا أطرح هذا السؤال:
كيف يمكن أن نتخلص من ذوي المبادئ الفاسدة والسقيمة؟وكيف نعامل من لا مبدأ له؟