المتتبع لسيرة الحبيب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم سيجد أمثلة رائعة في فن الحوار
فقد استطاع عليه أفضل الصلاة والتسليم أن يرسم لأمته الطريق القويم بفعله قبل قوله ، وسأضع هنا موقفا من مواقفه عليه الصلاة والسلام وسنجد فيه أروع أساليب الحوار، ومع من ...؟؟؟ مع شاب مندفع تسيطر الشهوة والغريزة عليه ، وسنرى كيف استطاع أن يبين للشاب خطأه بأسلوب يختلف عما كان صحابتة رضوان الله عليهم أجمعين يريدون القيام به
فعن أبي أمامة أن فتى شابا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا (مه، مه)
فقال: ادن، فدنا منه قريبا.
قال: فجلس.
قال: أتحبه لأمك ؟
قال: لا والله، جعلني الله فداءك.
قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم.
قال: أتحبه لأختك ؟
قال: لا والله جعلني الله فداءك.
قال: والناس لا يحبونه لأخواتهم.
قال: أتحبه لعمتك؟
قال: لا والله ، جعلني الله فداءك.
قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم.
قال: أتحبه لخالتك؟
قال: لا والله، جعلني الله فداءك.
قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم.
قال: فوضع يده عليه وقال: "اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وأحصن فرجه".
فلم يكن من الفتى بعد ذلك يلتفت إلى شيء. رواه أحمد
سنلاحظ بالتأكيد في ما سبق أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إستخدم أسوبا وطريقة مع الشاب تتناسب معه ومع دوافعه وغرائزة وسنه ، ولم يستخدم أسلوب اللوم والزجر والعقاب، وكان أسلوبه صلى الله عليه وسلم رائعا ، فقد كان يطرح على الشاب الأسئلة فقط ، وترك للشاب أن يستبين الأمر ، وهو بذلك ابتعد عن أسلوب النصيحة والوعظ والإرشاد ، وترك مجالا واسعا للطرف الثاني لكي يفكر ويصل إلى نتيجة برضاه دون ضغط أو إكراه
وجزاك الله خيرا اخي الكريم على فتح مثل هذا الموضوع للحوار فيه
تحياتي