مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 12-08-2000, 07:27 PM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post القدس من ضحية إلى أضحية(!!!)

عطلت المواقف الإسرائيلية المتشددة تجاه القدس الشريف أعمال قمة (كامب دايفيد) التي جمعت فيها الإدارة الأمريكية بين طرفي النزاع الرئيسين، الفلسطينيين والإسرائيليين، على الأقل في حدود ما أعلنه المؤتمرون وتناقلته وسائل الإعلام عنهم، ذلك لأن الذي يتداوله المتخوفون يشير إلى أن اتفاقاً ما قد تم بخصوص القدس والدولة الفلسطينية ضمن صفقة كاملة، وأن القضية الآن قضية إخراج الأمر بحيث يستسيغه الفلسطينيون والعرب والمسلمون، وهم الذين بذلوا خلال قرن كامل كل ما بوسعهم، إلى درجة الاستنزاف السياسي والاقتصادي من أجل قدس عربية مسلمة لا تمزقها الحراب الإسرائيلية.

والقدس على وجه التحديد لا تستخدم للدلالة في القاموس السياسي الإسلامي المعاصر على المدينة القديمة التي تضم المسجد الأقصى ومسجد عمر (قبة الصخرة) فقط، وإنما تستخدم شعاراً رمزياً لتحرير فلسطين كلها وإنهاء دولة إسرائيل، فيما يستخدم المفاوض الفلسطيني الاسم للدلالة على أحياء معينة من القدس يقيم فوقها بعض مظاهر السيادة اللازمة للدولة الموعودة، وفي جملتها إدارة شؤون الحرم المقدسي الشريف، الأمر الذي يرى فيه الطرف الإسرائيلي تبديداً للحلم الذي أقام دولته بموجبه، ووعد شعبه بتحقيقه، وهو قدس موحدة تحت السيادة الإسرائيلية، تشهد إقامة الهيكل الثالث المزعوم، وتمهد لظهور (مسيا) اليهودي، أو المخلص الذي تنتظره كنائس أمريكية معاصرة تؤمن أن المجيء الثاني للمسيح لن يتحقق إلا بوجود دولة إسرائيلية ومجتمع يهودي، كما كانت الصورة في المجيء الأول.

فالقدس – إذن - في المفهوم الأيديولوجي لدى المسلمين الملتزمين، والمسيحيين المتهودين، ولدى اليهود المتشددين تعني الرمز الذي لا يجوز التفريط به، وأي تنازل جزئي هو تنازل كلي، والتخلي عن اقدس كالتخلي عن حقيقة من حقائق الإيمان. ولا يظهر في هذه المعسكرات أي استعداد لبحث موضوع السيادة على القدس، الأمر الذي يستغله المفاوض الإسرائيلي مستقوياً بالمتطرفين اليهود وبرعاية الإدارة الأمريكية، التي تحرص عادة على إرضاء الكنائس المحلية المستحدثة، وهي ذات ثقل انتخابي من جهة، وتملك مجموعات ضغط يحسب لها حساب في أكثر من ميدان، من جهة ثانية.

بينما نلمس ليناً في الموقف الفلسطيني الرسمي، في قضية القدس (الرمز) على وجه الحديد واكتفاءً بما يمكن أن يجود به المحتل من أحياء القدس القديمة، على خلفية الواقعية التي تمت بها مفاوضات مدريد وأوسلو وما تبعها.

والضعف العربي كان مسؤولاً بشكل مباشر عن ضياع القدس في عام 1967، وهو ضعف لم يكن محصوراً في مربع التسلح فقط واختلال ميزان القوة لصالح إسرائيل، وإنما كان ضعفاً في الجانب العقدي، فقد رأى القادة العرب يومها القدس بعين السياسي المفاوض لا بعين المؤمن المتعبد، بخلاف عدوهم الذي يتخذ من أساطير التلمود وأقوال الحاخامات حجة عقدية لاحتلاله وممارساته، بالرغم من عدم إيمان جل الإسرائيليين بها، ألا ترى الأحزاب الدينية الإسرائيلية أحزاب أقلية لا أكثرية؟

لقد قام الضعف العربي على تعدد التوجهات والأنظمة السياسية والاقتصادية التي تقاسمت الأمة مع قيام الدولة الإقليمية، فهناك حكومات ذات سياسات تتضارب أحياناً وتلتقي أحياناً أخرى، تختلف وتتفق، تتخاصم وتتفاهم على خلفية مصلحتها، وعلى خلفية احتياجاتها وارتباطاتها، بعضها يحكمها الخوف، وأخرى يحكمها الجوع، وكثير منها تحكمها التبعية.

كانت القدس درة في تاج غير متماسك، وغير محصن، تاج يغري اللصوص بالاقتراب (ومن أمن العقوبة أساء الأدب) فكيف بمال يلهو أصحابه عنه باختلافهم وتنازعهم؟

وبذلك الضعف نجحت الحركة الصهيونية – بشطريها الغربي واليهودي – في التسلل إلى القدس والتهامها بدون مقاومة توازي حجم القدس في الوعي والذاكرة والضمير العربي، كانت إسرائيل – وما زالت – في قدراتها وإمكانياتها تشبه المكتب الرئيسي لشركة ممتدة على امتداد العالم، فكل يهودي معني بشكل مباشر في دعم العدوان، مهما كان موقعه الجغرافي أو المالي، وكانت الحكومات الغربية الفاعلة – وما زالت – ترى مصلحتها الراجحة في تأييد المعسكر الإسرائيلي، فما من عاقل يراهن على الفرس الخاسرة، وتمزق الصف العربي لم يكن يعني النجاح بحال من الأحوال.

ولم تفلح مؤسسات جامعة الدول العربية – بعد هزيمة 1967 - في توحيد القرار العربي، ولا في إيجاد آلية ردع عربية، وازدادت حدة التوتر بين الدول الشقيقة المتجاورة بسبب خلافات الحدود، وتضارب مصالح الأنظمة، وجاء غزو العراق للكويت في العقد الأخير من القرن الماضي ليحدث انشطاراً داخل الأمة بعدما كان التمزق محصوراً في القمة، أو هكذا كنا نتخيل.

وتم تشجيع البقية الباقية من قيادات منظمة التحرير على دخول بيت الطاعة من الباب الخلفي، وما زلنا نذكر مهزلة المفاوضات السرية الفلسطينية الإسرائيلية من وراء ظهر المفاوض الفلسطيني المعلن، وانتهت الأمور إلى حرص رئيس السلطة على إعلان الدولة الفلسطينية، وجاء التصلب الإسرائيلي ليضيف إلى ألقاب (الختيار) ألقاباً جديدة في البطولة والمواجهة. ودخلت (القدس) بازار المفاوضات، فشهدنا تهديداً إسرائيلياً يقابل إصراراً فلسطينياً، وطرح الإسرائيليون معادلة من نوع جديد: القدس وحق العودة مقابل إعلان الدولة.

لقد ضاعت القدس عام 1967 ضحية الضعف العربي، وعانت خلال ثلث قرن من حركة دؤوب لتهويدها شكلاً وهوية وتاريخاً، فهل ينتهي بها المطاف أضحية على مذبح الدولة الفلسطينية الموعودة؟ أم أن بقية من الشعور بالأمانة توقف المهزلة قبل إسدال ستارة أحد فصول مسرحية السقوط؟
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م