منكرات الأفراح
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله و صحبه أجمعين
بدأ إخوتي في الله فصل الصيف و هوفصل الأفراح و الأعراس، و لكن أيضا فصل المنكرات و المحدثات التي تصاحب هذه الإحتفالات، فالحذر الحذر إخوتي في الله من بداية حياة جديدة ندشنها بما يغضب ربنا و يسخطه علينا
هذا كتيب إخوتي للشيخ يحيى بن موسى الزهراني جزاه الله خيرا يحذر فيه من ذلك :
الحمد لله مسبغ النعم ، ودافع النقم ، الـحمد لله الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ، وأشهد أن لا إله إلا الله الذي تفضل بكثير النعم وتكرم ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأكرم ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم . . . أما بعد :
فاتقوا الله عباد الله ، فالتقوى وصية الله للأولين والآخرين ، قال تعالى : " ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله " ، وقال سبحانه : " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا " .
أيها المؤمنون : بالشكر والإيمان تدوم النعم ، وبالجحود والعصيان تحل النقم ، فحافظوا على نعم الله التي بين أيديكم يدومها الله عليكم ، واحذروا كل الحذر من كفر النعم فيذهبها الله من بين أيديكم ، يقول الله تعالى : " لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد " ، ويقول عز وجل : " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار " ، إن من أجل نعم الله علينا نعمة الزواج ، فالزواج راحة وسكن واطمئنان ، فالزوج لا يجد من يبث له همومه من أهل الدنيا إلا زوجته ، والزوجة كذلك ، فكل منهما سكن لصاحبه ، وبيت يضع فيه رحاله ، وصدق الله العظيم إذ يقول : " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " .
معاشر المسلمين : لقد شرع الله الزواج وجعله آية دالة على عظمته سبحانه فقال تعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } ، وسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله فكان دلالة على نبوته ورسالته ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ " [ متفق عليه ] ، الزواج من سنن المرسلين ، قال تعالى : " ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية " ، وهو من النعم التي يحصل بها مصالح دينية ودنيوية ، فردية واجتماعية ، مما جعله من الأمور المطلوبة شرعاً ، قال الله تعالى : " وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمآئكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم " ، فما أعظم أن يحظى الرجل بزوجة صالحة دينة تقية ، طاهرة نقية ، إذا غاب عنها حفظته في نفسها وبيته وماله وولده ، وإذا حضر منزله أكرمته وأعلت منزلته ، وهونت عليه أحزانه ، وشتت همومه ، وأذهبت غمومه ، هذه هي الزوجة الصالحة ، قوامة بالليل ، صوامة بالنهار ، ولقد أوصى بهذه الفئة من النساء نبي الرحمة والهدى ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ " [ متفق عليه ] فطوبى لمن حظي بذات الدين ، التي كلما غفل عن طاعة ربه ذكرته ، وكلما قصر أعانته ، وكلما تقاعس شدت من أزره ، تلكم هي المرأة النادرة الوجود اليوم
__________________
و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون
قال صلى الله عليه وسلم:
ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل ً
كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
|