رجوع أبي الحسن الأشعري رحمه الله عن مذهب الاعتزال
الى كل أشعري
إعلم رحمني الله وإياك أن أباالحسن الأشعري رحمه الله رجع عن مذهب الاعتزال والقول بكلام ابن كلاب . انظر : الإبانة عن أصول الديانة ص 3 : 7
وقد كانت توبة أبي الحسن الاشعري رحمه الله أنه مكث في بيته خمسة عشر يوما لا يخرج إلى الناس وفي نهايتها خرج في يوم الجمعة وبعد أن انتهى من الصلاة صعد المنبر وقال مخاطبا من أمامه من جموع الناس :
(( أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي أنا فلان بن فلان كنت أقول بخلق القرآن وأن الله تعالى لا يرى بالأبصار وأن أفعال الشر أنا أفعلها وأنا تائب مقلع متصد للرد على المعتزلة مخرج لفضائحهم .
معاشر الناس إنما تغيبت عنكم هذه المدة لأني نظرت فتكافأت عندى الأدلة ولم يترجح عندي شيء على شيء فاستهديت الله تعالى فهداني إلى الاعتقاد ما أودعته كتبي هذه وانخلع من جميع ماكنت أعتقد كما أنخلع من ثوبي هذا وأنخلع من ثوب كان عليه . ودفع للناس ما كتبه على طريقة الجماعة من الفقهاء والمحدثين ))
وعلى هذا فإن أبا الحسن الأشعري رحمه الله مر بثلاثة أحوال في عقيدته :
1-الحال الأول: حال الاعتزال
2-الحال الثاني : إثبات الصفات العقلية السبعه : وهى الحياة - والعلم - والقدرة - واٌُلإرادة - والسمع - والبصر - والكلام - وتأويل الصفات الخبرية كالوجه واليدين والقدم و الساق ونحو ذلك
3-الحال الثالث : إثبات ذلك كله من غيرتكييف ولا تشبيه ولا تعطيل جريا على منوال السلف كما في الإبانة واللمع
قال العلامة ابن القيم رحمه الله :
فالأشعري مصرح بالإستـــــوا ء وبالعلو بغاية التبـيــان
ومصرح أيضا باثبـات اليدين ووجه رب العرش ذي السلطــان
ومصرح أيضا بأن لربنـــــا سبحانه عينان ناظرتــــــان
ومصرح أيضا بإثبــات النزو ل لربنانحو الرفيع الدانــي
ومصرح أيضا بإثبات الأصــــا بع مثل ماقد قال ذو البرهان
ومصرح أيضا بأن الله يــــــو م الحشر يبصره ألو الإيمــان
جهراً يرون الله فوق سمائــــه رؤيا العيان كمايرى القمران
ومصرح أيضا باثبــات المجيء وأنه يأتي بلا نكــــــــران
ومصرح بفســــــاد قول مؤول للاستواء بقهر ذي سلطـــــان
ومصرح أن الألى قالوا بـــذا ًًٌَََُ التأويل أهل ضلالة ببيـــــان
ومصرح أن الذي قد قـــــاله أهل الحديث وعسكر القــــرآن
هوقوله يلقى عليه ربــــــه وبه يدين الله كــــــــل أوان
|