؟؟؟
علو الله
الإبانة ج: 1 ص: 120
للشيخ علي بن اسماعيل الأشعري المتوفى سنة 324هجري
الباب الخامس ذكر الاستواء على العرش 116 إن قال ما تقولون في الإستواء قيل له نقول إن الله عز وجل يستوى على عرشه استواء يليق به من غير طول استقرار كما قال الرحمن على العرش استوى5 20وقد قال تعالىإليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه من الآية 10 35 وقال تعالى بل رفعه الله إليه من الآية 158وقال تعالى يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه من الآية 5 32وقال تعالى حاكيا عن فرعون لعنه الله ياهامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب اسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا من الآيتين 37 40 كذب موسى عليه السلام في قوله إن الله سبحانه فوق السموات وقال تعالى أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض من الآية 16 67 فالسموات فوقها العرش فلما كان العرش فوق السموات قال أأمنتم من في السماء من الآية 14 67 لأنه مستو على العرش الذي فوق السموات وكل ماعلا فهو سماء والعرش أعلى السموات وليس إذا قال أأمنتم من في السماء من الآية 16 67 يعنى جميع السموات وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السموات ألا ترى الله تعالى ذكر السموات فقال تعالىوجعل القمر فيهن نورا من الآية 16 71 ولم يرد أن القمر يملؤهن جميعا وأنه فيهن جميعا ورأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله تعالى مستو على العرش الذي هو فوق السموات فلولا أن الله عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش كما لا يحطونها إذا دعو إلى الأرض
فصل
وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية إن معنى قول الله تعالى الرحمن على العرش استوى أنه استولى وملك وقهر وأن الله تعالى في كل مكان وجحدوا أن يكون الله عز وجل مستو على عرشه كما قال أهل الحق وذهبوا في الاستواء إلى القدرة ولو كان هذا كما ذكروه كان لا فرق بين العرش والأرض السابعة لأن الله تعالى قادر على كل شيء في السماء والأرض فالله سبحانه قادر عليها وعلى الحشوش وعلى كل ما في العالم فلو كان الله مستويا على العرش بمعنى الإستيلاء وهو تعالى مسئول على الأشياء كلها لكان مستويا على العرش وعلى الأرض وعلى السماء وعلى الحشوش والأقدار لأنه قادر على الأشياء مستول عليها وإذا كان قادرا على الأشياء كلها لم يجز عند أحد من المسلمين أن يقول إن الله تعالى مستو على الحشوش والأخلية تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا لم يجز أن يكون الإستواء على العرش الإستيلاء الذي هو عام في الأشياء كلها ووجب أن يكون معنى الإستواء يختص بالعرش دون الأشياء كلها وزعمت المعتزلة والحرورية والجهمية أن الله تعالى في كل مكان فلزمهم أنه في بطن مريم وفي الحشوش والأخلية وهذا خلاف الدين تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا 118 مسألة ويقال لهم إذا لم يكن مستويا على العرش بمعنى يخص العرش دون غيره كما قال ذلك أهل العلم ونقله الأخبار وحملة الآثار وكان الله عز وجل في كل مكان فهو تحت الأرض التي السماء فوقها وإذا كان تحت الأرض والأرض فوقه والسماء فوق الأرض وفي هذا ما يلزمكم أن تقولوا إن الله تحت التحت والأشياء فوقه وأنه فوق الفوق والأشياء تحته وفي هذا ما يجب أنه تحت ما هو فوقه وفوق ما هو تحته وهذا هو المحال المتناقض تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
|