**الناسُ جواهر .. ليسوا بالمظاهر .. مقارنةٌ بسيطة للضمائر ..**
من أنت؟ ومن تكون؟ .. هل حددت .. من ستكون؟ .. هل جربت .. كيف تكون؟ ..
هل تجرأت على كل هذا أم _ كالعادة _ خابت الظنون ...
نرى في الناس أشكالاً وألواناً .. بيضٌ وسود .. شوكٌ وورود .. فئرانٌ وأسود ..
فيهم المُحبّ .. وفيهم الحقود .. فيهم الراضي بعيشه .. وفيهم الحسود .. فيهم خِلٌ ودود .. وفيهم خَلٌ .. ودُود
أي هذي الناس نحن .. ومن نكون ؟ ..
نجري مقارنة بسيطة .. خذ مثلاً الزعماء .. واجمع معهم الرؤساء .. وكبار الحكم السادة الأولياء .. كيف تراهم بالله عليك ؟
لباس جميل .. قوام طويل .. ليموزين آخر موديل .. لو كان جسراً لوصل بين الفرات والنيل
رجال ( بودي جارد ) وأموال .. صفقات وأعمال .. هليكوبتر لا تضاهيها الأباتشي بأي حالٍ من الأحوال ..
قوية متينة .. غالية ثمينة .. هييييييييييييييييه .. من أين لك هذا يا ...... أخينا ؟ يقول ........ بالحلال
هذا هو الدارج .. لكن من الخارج .. أما الداخل فيحتاج أخصائياً في علم النفس معالج ..
وندعوا له بالسلامة إذ الخوف عليه كبير من إصابته بفالج ( أقصد الأخصائي )
هؤلاء هم الزعماء .. ولا تنسوا يا أصدقاء .. إن ماتوا فلن يبقى من ذكرهم إلا مجرد أسماء ..
ويأتي بعدهم من كان معهود له بالولاء .. وربما يلغي إسمهم شر إلغاء .. نعم .. فهذه لغة بعض الأغنياء
أيها القارئ .. بربك .. هل فكرت بمد جسرٍ صغيرٍ بين عقلك وقلبك ؟
هل فكرت ما الذي يحددك .. أنت أم مظهرك .. شكلك أم جوهرك .. هل فكرت ؟؟
ما الذي يهمك في الحياة .. جمال قلبك .. أم جمال وجهك ؟.. حسن جسمك أو نقاء سريرتك ؟
كبر عضلاتك أم كبر عقلك ؟.. هل نحدد فضلاً من نكون ؟ هل نستطيع التحديد أصلاً ؟
هل هو هذا المال الذي يتقرب من أجله الناس لحبك ؟ .. ماذا لو علمت أن رزقك محدد عند ربك ؟ ..
نعم فلست أنت من يصنع المال .. بل هو رزق مقدر لا محال ..
يقول رب العزة في الحديث القدسي :
(( عبدي .. خلقتك لعبادتي فلا تلعب ، و قسمت لك رزقك فلا تتعب ، ان قل فلا تحزن ، و ان كثر فلا تفرح ،
ان أنت رضيت بما قسمته لك ، أرحت بدنك و عقلك و كنت عندي محمودا ، و ان لم ترض بما قسمته لك ،
اتعبت بدنك و عقلك و كنت عندي مذموما . و عزتي و جلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض
الوحوش في البريه، فلا يصيبك منها الا ما كتبته لك ))
هل تحليت أخي القارئ بصفات المؤمن ؟ ..
أم بصفات من هو على جمع المال مدمن ....
هل أنت في الصلاة خاشع .. وإلى الركوع مسارع .. قولك شفاء وصبرك تقى .. وسكوتك فكرة ..
ونظرك عبرة .. تخالط العلماء لتعلم .. تسكت بينهم لتسلم .. وتتكلم لتغنم
هل أنت كمن إذا استحسن استبشر .. وإن أساء استغفر .. وإن عتب استعتب ..
وإن سفه عليه حلم .. وإن ظُلم صبر .. وإن جير عليه عدل ..
إخي القارئ :
لا تتعوذ بغير الله .. ولا تستعن إلا بالله .. كن وقوراً في الملا .. شكوراً في الخلا .. قانعاً بالرزق ..
حامداً على الرخاء .. صابراً على البلاء .. حسبك هو الله في البأساء والضراء .. عندها سيكون جزاؤك خير جزاء ..
هنا يكمن الجوهر .. لا شكلٌ خدّاعٌ ومظهر ..
ولكن
لا يصلح الجوهر إلا بصلاح الضمير .. فكروا فيها قليلاً .. إنه أمرٌ يسير ..
ولكن إن لم تقف لحظة هنا للتفكير .. فإن الأمر سيبدو عسير .. بل مستحيلاً .. نعم .. بهذا التعبير ..
والآن .. هل عرفت من تكون ؟
هل خرجت من حالة السكون ؟
هل أنت راضٍ عن ضميرك ؟
(وصلني هذا الموضوع الرائع على الايميل واحببت للجميع الاستفادة منه)
معاً نلتقي لنرتقي ..