معاناه عصام ......... لا تطاق .........هده الايام !
الأصدقاء المملون مثلهم مثل البرامج المملة، تتحمل المشاهدة منتظرا
أن تسرحك فكرة أو يشدك حوار أو قول دكي ، و في آخر المطاف تقلب
القناة و ربما تقفل التلفزيون ، تماما مثل الصديق الدي يعتبر
نفسه خفيف الظل بينما ظله في الواقع أثقل من أمير قطر قولوا
المفدى ..
ندى .. برغم إسمها الجميل و الدي من المستحيل أن تقرنه بشيء مقرف
، فتاة لا تطاق ، كثيرا ما تحاول جري غلى مناقشتها و الحديث معها
في كل شيء و في لا شيء ، لكني لم أكن أكلف نفسي عناء الحديث معها في
مواضيعها السطحية .
ندى NADA . و هده معناها بليغ باللغة الإسبانية و هي تعني لا شيء
و فعلا ندىلا شيء NADA ESTA NADA
أولا إتهمتني دات يوم بأنني أشعر بالندم لأنني تعرفت عليها و أنني
أتحين الفرص لأبتعد عنها و الى الأبد و لدلك لا أكلمها في الهاتف ،
ثانيا إتهمت مزاجي بالتقلب و قالت إن لدي في كلامي نسبة من التكبر
و العجرفة لا مبرر لها . خلال الايام الأولى كنت أستمع الى كلامها تحللني
و أضحك ، أو بالأحرى أتصنع الضحك ، و مع مرور الوقت أصبع
هاتفها يزعجني و صوتها لا يطاق . و اكتشفت أنني وقعت ضحية فتاة
مريضة تتعالج بجعل أعصابي مشدودة ، كلما اشتدت عليها الحالة تركب
رقمي في الهاتف و تطلبني ..
تلاحقني في الشارع في الحافلة و حتى في دورة المياه .. كما حدث
البارحة ، دخلت أمس إلى دورة المياه لكي أدفع الضرائب المتربة علي
، كعادتي تقريبا كل يوم (مثلكم تماما فلا داعي للضحك ) . دورة
المياه مكان هادئ .. أنسب مكان للتفكير في المستقبل ..صغر حجمها
يجعلك واقعيا في تفكيرك .. كما أن ما تقوم به في دورة المياه يجعلك
أكثر معرفة بحجمك الحقيقي. أي مجرد آدمي ..أظن أنه من هنا استقى
الفلاسفة نظرياتهم في الساواة بين البشر فنحن لا ننسى دور مرحاض
الباستيل في تأجيج الثورة الفرنسية مثلا ،( كلنا ندفع الضريبة
إدن كلنا متساوون ) و
على غرار الوجوديين أقول ( أنا أدفع الضريبة إدن أنا موجود) و
هكدا .
و فجأة رن الهاتف .. كانت ندى في الطرف الآخر ، هي في غرفتها و
أنا في دورة المياه .. كانت تقول إنها إنها فكرت في غداء نتناوله
سوية في مكان ما .. فكرت أن أقول لها مرحبا بك هنا و ستفرحين بما
أعده لك اللحظة .. و بسرعة خمنت أنها تريدني أن أدعوها إلى
الغداء بخلاف ما جرت عليه العادة ، تسكع و كلام .. اعتدرت عن
فكرة الغداء بدعوى أنني لا آكل في الخارج لأسباب صحية بحتة ( بيني و
بينكم أنا الأولى بهده الدراهم و لست مستعدا للإقتراض من أحد ) و
انتظرت أن أستمع الى محاضرة حول الصداقة و فن التعامل لكنني لم
أستمع فقط لمحاضرة مماثلة و إنما لبعض الشتائم المغلفة بعبارات لم
أسمعها و أنا أسحب يد الساشي لتنهمر المياه و يضيع صوت ندى
المعاتب وسط خريرها
للحظة فكرت أن أغطس الهاتف في البالوعة و أن أصيخ السمع إلى ندى
و هي تستغيث و تغرق ، بينما فقاقيع الهواء تخرج من سماعة الهاتف و
تتصاعد الى السطح . و فكرت كم سيكون رائعا أن تغرق ندى مع
الهاتف و لا يهم، سأشتري واحدا جديدا لكني سأكون قد أغرقت ندى و
استرحت .. عدت و تدكرت أنها أخبرتني دات يوم أنها سباحة ماهرة لأنها
منخرطة في أحد نوادي السباحة هنا في الرباط . و الأنكى من دلك
أنها تجيد الغطس تحت الماء لأكثر من دقيقة ، المدة التي تستغرقها
مياه الساشي بالضبط .. فجأة انقطعت المكالمة ، و طلعت سروالي و
أطفأت الهاتف .. إن حاولت أن تطلبني هده المرة فحتما سوف تجيبها
السكرتيرة التي تقول بصوتها الآلي المعروف الهاتف الدي تطلبونه غير
مشغل أو خارج التغطية .. الهاتف الدي تطلبونه غير مشغل أو خارج
التغطية ، الهاتف الدي...) الخ الخ .....
__________________
حسب الواجد إقرار الواحد له.. حسب العاشق تلميح المعشوق دلالا.. وأنا حسبي أني ولدتني كل نساء الأرض و أن امرأتي لا تلد..