بسم الله الرحمن الرحيم
إن الدين عند الله الإسلام
أين نحن من الأمانة؟
{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا(73) } سورة الأحزاب
*قال ابن عباس: يعني الأمانة (الطاعة) عرضها عليهم قبل أن يعرضها على آدم فلم يطقنها, فقال لآدم اني قد عرضت الأمانة على السموات والأرض و الجبال فلم يطقنها, فهل أنت آخذ بما فيها؟ قال: يا رب وما فيها؟ قال: ان أحسنت جزيت, و ان أسأت عوقبت, فأخذها آدم وحملها.
و قال قتادة: الأمانة (الدين والحدود والفرائض)
ولا تنافي بينهما فكل هذه الأقوال متفقة وراجعة الى أنها التكليف وقبول الأوامر والنواهي بشرطها, وهو ان قام بذلك أثيب , وان تركها عوقب, فقبلها الانسان على ضعفه وجهله وظلمه, الا من وفق الله والله المستعان.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها- أو قال- يكفر كل شيء الا الأمانة, يؤتى بصاحب الأمانة فيقال له أد أمانتك فيقول: أنى يا رب وقد ذهبت الدنيا؟ فيقال له: أد أمانتك, فيقول أنى يارب, وقد ذهبت الدنيا؟ فيقال له أد أمانتك فيقول: أنى يا رب وقد ذهبت الدنيا؟ فيقول: اذهبوا بة الى أمه الهاوية, فيذهب به الى الهاوية, فيهوى فيها حتى ينتهي الى قعرها فيجدها هنالك كهيئتها فيحملها فيضعها على عاتقه, فيصعد بها الى شفير جهنم, حتى اذا رأى أنه قد خرج زلت قدمة فهوى في أثرها أبد الآبدين))
قال والأمانة في الصلاة, والأمانة في الصوم, والأمانة في الوضوء, والأمانة في الحديث, وأشد ذلك الودائع.
واين نحن من هذه الأمانة؟؟
حديث أخرعن الأمانة: عن حذيفة رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين قد رأيت أحدهما, وأنا أنتظر الآخر, حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة, ثم حدثنا عن رفع الأمانة فقال: ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه, فيظل أثرها مثل أثر المجل(انتفاخ في اليد من العمل الشاق او النار) كجمر دحرجته على رجلك, تراه منتبرا"(متورما"), وليس فيه شيء – قال: ثم أخذ حصى فدحرجه على رجله- قال: فيصبح الناس يتبايعون لا يكاد أحد يؤدي الأمانة, حتى يقال: ان في بني فلان رجلا" أمينا", حتى يقال: للرجل ما أجلده وأظفره وأعقله وما في قلبه حبة خردل من إيمان, ولقد أتى عليّ زمان, وما أبالي أيكم بايعت إن كان مسلما" ليردنّه عليّ دينه, و إن كان نصرانيا" أو يهوديا" ليردنه عليّ ساعيه, فأما اليوم فما كنت أبايع منكم إلا فلانا" وفلانا".
وروي الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا, حفظ الأمانة, وصدق الحديث, وحسن خليقة, وعفة طِعمة))
اللهم أنفعنا بما علمتنا و أجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنة وصلي اللهم وسلم وبارك على محمد واله وصحبه والتابعين بأحسان الى يوم الدين آمين يارب العالمين
تم نقله من مختصر تفسير بن كثير ولله الحمد والمنة