مجمل مسائل (الإيمان والكفر) العلمية... ( 1 ) الإيمـــــــان أقرها أكثر من 21 عالما
أولئك آبائي فجئني بمثلهمُ ... ( 1 )
مجمل مسائل ( الإيمان والكفر ) العلميّة في أصول
العقيدة السلفية
الأردن – بلاد الشام ( 1 )
28/ جمادى الأولى/ 1421هـ
الطبعة الثانية
1– الإيمان
1- الإيمان : اعتقاد بالجنان ، وقول باللسان ، وعمل
بالأركان ، لا يجزئ أحدهما عن الآخر .
و(الإيمان ) و ( الإسلام ) : حكمان شرعيان أصليان إذا
اجتمعا ذِكرا : افترقا معنى وحكما ، وإذا افترقا ذِكرا :
اتفقا معنى وحكما .
ولا يلزم من الخروج من الإيمان – على ضوء هذا
البيان – الخروج من الإسلام ( 2 ) - ضرورة - .
2- العمل - بأنواعه كافة ؛ عمل القلب ، وعمل
الجوارح – من الإيمان ولوازمه .
ولا نخرج أدنى جزء منه – فضلا عن أكبره وأعظمه –
عن مسمى الإيمان .
3- ليس من مقالات أهل السنة : أن الإيمان هو تصديق
القلب ! أو : تصديقه – والنطق ( 3 ) باللسان – فقط –
دون عمل الجوارح .
ومن قال ذلك : فهو ضال مضل ، وهذا هو مذهب
الإرجاء الخبيث .
4- الإيمان شعب وأجزاء :
منها : ما تركه كفر .
ومنها : ما تركه إثم – صغائر أو كبائر –
ومنها : ما تركه تفويت للثواب ، وإضاعة للأجر .
5- الإيمان : يزيد بالطاعات – حتى يصل إلى كماله –
وينقص بالمعاصي – مستمرا به النقص – حتى لا يبقى
منه إلا مثقال ذرة ؛ حتى لا يكاد يبقى منه شئ ؛ فإذا
زالت الذرة : زال الإيمان .
6- الحق في مسألة ( الإيمان ) و( العمل ) – ظاهرا ،
وباطنا – وصلة بعضها ببعض – من حيث التلازم – هو
عين ما تضمنه كلام شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله
– وهو قوله – في " مجموع الفتاوى " ( 7 / 644 )
– :
" وأصل الإيمان في القلب ؛ وهو قول القلب وعمله ؛
وهو إقرار بالتصديق ، والحب والانقياد .
وما كان في القلب فلا بد أن يظهر موجبه ومقتضاه على
الجوارح .
وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه ؛ دل على عدمه أو
ضعفه .
ولهذا كانت الأعمال الظاهرة من موجَب إيمان القلب
ومقتضاه ؛ وهو تصديق لما في القلب ، ودليل عليه ،
وشاهد له ، وهي شعبة من مجموع الإيمان المطلق ،
وبعض له ، لكن ما في القلب : هو الأصل لما على
الجوارح " .
.... فانتفاء الإيمان المطلق – وهو كماله – لا يلزم منه –
ضرورة – انتفاء ( مطلق الإيمان ) – وهو أصله - ؛ كما
قرره شيخ الإسلام – رحمه الله - هنا - وفي مواضع - .
نعم ؛ قد ينتفي ( مطلق الإيمان ) بانتفاء ( الإيمان
المطلق ) – ضمن الشروط المعتبرة ، والقواعد المقررة - .
7- أعمال الجوارج : إما أن تكون من كمال الإيمان
الواجب ( 4 ) ، أو كماله المستحب ؛ كلٌّ بحسبه – كما
تقدم في كلام شيخ الإسلام - ؛ فواجبها واجب ،
ومستحبها مستحب .
8- وأما مصطلح ( الشرط ) – متعلقا بـ ( الإيمان ) –
كمالا ، أو صحة ! – وقد كثر الخوض فيه اليوم ! - :
فهو مصطلح لم يرد في الكتاب ، ولا في السنة ، ولا في
أقوال السلف من أهل القرون الثلاثة الخيرية – وإن ورد
في كلام بعض العلماء والأئمة – أصالة ، أو إقرارا - .
وعليه ؛ فإن استعماله – على هذا النسق – وفق البيان
التفصيلي المتقدم – غير مستنكر – لذاته - .
مع التنبيه إلى أن ذكر ( الشرط ) – فيه – بمعنى : أعلى
درجات الواجب ؛ وليس اصطلاحا – بما يلزم من عدمه
العدم ، ولا يلزم من وجوده وجودٌ ولا عدم – فضلا عن
كونه خارجا عن ماهية الشئ ! - .
... وإلا لرددنا كثيرا من المصطلحات ؛ لكونها – فقط –
مصطلحات !
وأما فهم هذا المصطلح على معنى ( الكمال
المستحب ) ! أو ( إخراج العمل من مسمى الإيمان ) !!
أو أن ( العصاة كاملو الإيمان ) !!! فكل ذلك ضلال
وباطل .
وقريب منه مصطلح ( جنس العمل ) أو ( آحاد
العمل ) !!
وهي ( طنطنة ) لا دليل عليها ، ومصطلحات ( لا فائدة
منها ) ؛ كما نص عليه سماحة أستاذنا الشيخ العلامة
محمد بن صالح العثيمين – رحمة الله عليه - .
وما هذا منه – رحمه الله – إلا لكون هذا التفريق –
المذكور – لا برهان عليه ، ولا حجة تدعمه ، فضلا
عما يوقعه اضطراب فهمه ، وتحديد مراده من خلافات
بين المتناظرين ، واختلافات بين المتباحثين !
ومثل هذين – في الانحراف - ، والخلل – بل شر
منهما ! – قول من قال : " لا يكون الإيمان صحيحا ؛
إلا إذا كان كاملا " !! ومع هذا - كله - ؛ فإننا نقول –
ولا بد - :
الأصل : رد ( جميع ) هذه الاصطلاحات الحادثة – وما
أشبهها - ، وربط هذه المسائل – كفرا ، وإسلاما –
بالدليل الشرعي المعتبر ، عند أهل العلم والنظر ،
حسما لمادة الجدل ، ودفعا للزغل والخلل ...
.................................................. ..........
( 1 ) قال شيخ الإسلام : " وكان أهل الشام شديدين
على المرجئة " . " مجموع الفتاوى " ( 7 / 432 ) .
( 2 ) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى
" ( 7 / 357 ) : " وأما المسلم : فلا يجب أن يكون
مؤمنا " .
وقال – بعدها - : " فالمسلم الذي لم يقم بواجب الإيمان :
هو الظالم لنفسه " . وانظر ( 7 /319 ) – منه - .
( 3 ) ولا نقول : ( عمل اللسان! ) ؛ إغلاقا على
المرجئة أبواب ضلالتهم ، وأسباب شبهتهم .
( 4 ) عدا الصلاة – على قول فقهي - ؛ على اعتبار
أنها ركن ، تركه كفر .
وكذا بقية الأركان الأربعة : الحج ، والزكاة ، والصوم –
على قول آخر – جمعا ، أو تفريقا - ؛ وإن كان مهجورا
منذ قرون ! وسيأتي تفصيل القول في مسألة حكم تارك
الصلاة .
كتبه
فضيلة الشيخ د. : باسم بن فيصل الجوابرة .
فضيلة الشيخ : حسين بن عودة العوايشة .
فضيلة الشيخ د . : محمد بن موسى آل نصر .
فضيلة الشيخ : سليم بن عيد الهلالي .
فضيلة الشيخ : علي بن حسن الحلبي الأثري .
فضيلة الشيخ : مشهور بن حسن آل سلمان .
قرأه مقرا لنشره جمعٌ من جلّة أهل العلم وطلابه وخيرة
الدعاة إلى الله في العالم الإسلامي
منهم :
فضيلة الشيخ : سعد الحصيّن .
فضيلة الأستاذ د. الشيخ : ربيع بن هادي المدخلي .
فضيلة الشيخ : علي بن حمد الخشان .
فضيلة الشيخ د. : حسين آل الشيخ .
فضيلة الشيخ : أحمد بن يحيى النجمي .
فضيلة الشيخ د. : محمد المغراوي .
فضيلة الشيخ د . : وصي الله عباس .
فضيلة الشيخ د . : محمد بن عمر بازمول
فضيلة الشيخ د . : خالد العنبري.
فضيلة الشيخ : أسامة بن عبد اللطيف القوصي .
فضيلة الشيخ : أبي الحسن المأربي .
فضيلة الشيخ : محمد بن هادي المدخلي .
فضيلة الشيخ د. : عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم .
فضيلة الشيخ : حسين عشيش .
فضيلة الشيخ : محمود عطية .
|