دور المسجد في التربية.. الحلقة ( 2 )
الأمر بالطاعة..
أمر سبحانه وتعالى بطاعته وطاعة رسوله، وأولى الأمر من المسلمين، وهم الذين يأمرون باتباع كتاب اللّه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويحملون الناس على ذلك..
فقال تعالى: ((
يَا أّيهَا الَّذِينَ آمَنُوا أطِيعُوا اللّه وَأطِيعُوا الرسُولَ وأولِي الأمْرِ مِنْكُمْ، فَإنْ تنَازعْتُم فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلى اللّه وَالرَسُولِ إنْ كُنْتُمْ تؤمِنُونَ بِاللّه وَالْيَوْمِ الآخِرِ، ذَلك خيْرٌ وَأحْسَنُ تأوِيلا )) [النساء: 59].
ووعد سبحانه من أطاع اللّه ورسوله الثواب الجزيل في جناته، وتوعد من عصاه بالعذاب الأليم..
فقال سبحانه وتعالى: ((
وَمَنْ يُطِعِ اللّه وَرَسُولَهُ يدخله جَنَّاتٍ تجْرِي مِنْ تحْتِهَا الأنهَارُ، وَمَنْ يَتَوّلَّ يُعَذّبْهُ عَذَاباً ألِيماً )) [الفتح: 17].
وبين سبحانه وتعالى وظيفة ذوى السلطان الذين ولاَّهم اللّه أمور الناس ومكنهم في الأرض، وهى أداؤهم لحقوق اللّه، وحقوق عباده، وحَمْل الناس على فعل المعروف وترك المنكر..
كما قال تعالى: ((
الَّذِينَ إنْ مًكِّنَّاهُمْ فِي الأرض أقَامُوا الصَّلاةَ وآتوُا الزَّكَاةَ وَأمَرُوا بِالْمعَرُوفِ وَنهوْا عَنِ المُنْكَرِ وَلّله عَاقبةُ الأمُورِ )) [الحج: 41].
وأمر سبحانه وتعالى كل ذي ولاية على أسرة، أن يقيم فيها أمر اللّه الذي يقيها من عذاب اللّه تعالى..
فقال عز وجل: ((
يَا أيها الَّذِينَ آمَنُوا قوا أنفُسَكم وَأهليكم ناراً وَقودُهَا الناسُ وَالحِجَارَةُ عليها ملائَكَة غِلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )) [التحريم: 6].
وخلاصة القول:
أن اللّه سبحانه وتعالى أنزل كتبه وبعث رُسُله، لهداية البشر إلى صراطه المستقيم، وأمر رُسُله وأتباعهم بالبلاغ والدعوة، كما أمر الناس بالطاعة والإتباع..
وكلف كل قادر أن يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب قدرته، فصاحب القوة بقوته، وذو العجز عن القوة بلسانه، ومن لم يستطع بلسانه أنكر المنكر بقلبه..
وبذلك يستقيم أمر اللّه، ويسعد الناس بهداية الله في الدنيا والآخرة، وتقوم الحجة على من لم يستجب لنداء اللّه، فيستحق الخسران والشقاء في الدارين.
هذا.. وإن من أوجب الواجبات وأفرض الفرائض تعليم الصغار وتربيتهم وتزكيتهم على ضوء هدى اللّه سبحانه وتعالى، لينشأوا نشأة إسلامية، تجعلهم من أهل طاعة اللّه سبحانه وتعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وليقوم كل جيل بدين اللّه ورفع رايته في الأرض.
ولهذا دعا خليل الله إبراهيم عليه السلام ربه، أن يبعث في هذه الأمة رسولاً منهم، يقوم بتعليمها وتزكيتها..
كما قال سبحانه وتعالى: ((
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) [البقرة(129)]
واستجاب الله تعالى لتلك الدعوة وسجل استجابته في كتابه..
فقال سبحانه: ((
لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ )) [آل عمران (164)]
وبذلك يسلم صف المسلمين من الشاذين المنحرفين عن دين اللّه، ويرفعون راية الإسلام بالجهاد في سبيله، تجمعهم كلمة الله، ويوحدهم الاعتصام بحبل الله، وتربطهم الأخوة في الله، وتلك هي المرتبة التي يحبها الله..
كما قال تعالى: ((
إنّ اللّه يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلونَ فِي سَبيِلهِ صفا كَأنهم بُنْيَان مَرصُوصٌ )) [الصف: 4].
وإن الحديث عن دور المسجد في التربية، وعلاج انحراف الأحداث ليقتضي البدء بذكر غيره من المؤسسات المسؤولة عن تربية الصغار، وتعليمهم لتشابك تلك المؤسسات، وارتباط بعضها ببعض، ارتباطاً لا فكاك منه..
لأن كلاً من تلك المؤسسات مؤثر تأثيراً مباشراً أو شبه مباشر على حياة الناشئة..
فإن اتجهت كلها نحو البناء كان النجاح حليفها غالباً في الهداية والاستقامة..
وإن اتجهت نحو الهدم كان الفساد جناها..
وإن اتجه بعضها نحو البناء، وبعضها نحو الهدم كان السبق للغالب منهما، الذي يقوى تأثيره بقوة إمكاناته وحُسن أسلوبه.
وَلِيُعْلَم أن المسجد المقصود في هذا الكتاب اسم جنس لا يقصد به مسجد بعينه، وإنما المقصود مساجد المسلمين كلها.
وهذه المؤسسات هي:
مؤسسة الأسرة.
مؤسسة المدرسة.
مؤسسة المجتمع.. التي تتفرع للآتي:
( أ ) النادي.
(ب) الجار.
(ج ) الجليس.
( د ) الدولة.
موقع الروضة الإسلامي..
http://216.7.163.121/r.php?show=home...enu&sub0=start