نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية صورة كبيرة لطفل عراقي اسمه "صالح خلف" عمره عشر سنوات وقد تعرض لتشوهات كثيرة في يديه ووجهه، جراء مصائب التي جرها الاحتلال الأمريكي على البلاد، وكتبت الصحيفة تحت الصورة تقول: "صالح في مستشفى الأطفال في كاليفورنيا، وهو يقول إن هناك كثيراً من الرصاص في العراق".
وإلى جانب الصورة موضوع عن الطفل عنوانه "يصفونه بقلب الأسد، الطفل الذي حمل قنبلة وعاش".
وفي هذا التحقيق كتبت "كريس ايرس" من أوكلاند في كاليفورنيا تقول: "إن وجه صالح يخبرك بكل ما تريد معرفته عن حجم خسائره حيث ضاعت عينه اليسرى وتحطمت أسنانه وتورمت جمجمته" وتلك صورة من الويلات التي أوجدها الاحتلال في البلاد.
وأضافت كريس: "إن صالح فقد جزءًا من الذراع اليمنى، وذراعه اليسرى طيبة باستثناء أنه فقد ثلاثة أصابع".
ونسبت التايمز إلى صالح، الذي يصفه الأطباء بقلب الأسد، قولاً ساخراً نصه: "إنني أحب أمريكا أكثر من العراق حيث يوجد الكثير من الرصاص والقنابل"!!!
وتقول الصحيفة إن مأساة صالح وقعت في أكتوبر- تشرين أول عام 2003 عندما وجد ذات يوم قنبلة عنقودية ألقتها إحدى المدرعات الأمريكية في قريته لكنها لم تنفجر، فاعتقد صالح أنها لعبة فأمسكها بيديه لتنفجر فيه، ويموت شقيقه ضياء البالغ من العمر 16 عاماً في الانفجار.
ونسبت التايمز إلى والده رحيم خلف القول: "في البداية، بعد الحادث، حملته إلى مستشفى الناصرية الذي لم يكن مجهزاً ولا يتوجه إليه العاملون به، حيث إنهم لا يقبضون أجورهم في الغالب منذ سقطت البلاد وحلت الفوضى تحت الاحتلال، فما كان مني سوى التوجه إلى قاعدة أمريكية قريبة وأنا أحمل طفلي مخاطراً بالاقتراب مع ما يعنيه ذلك من إمكانية اعتقادهم بأنني مفجر انتحاري".
وتقول صحيفة التايمز إن رحيم خلف يعمل الآن بستانيا في المستشفى الذي يعالج فيه ابنه.
ورغم خطورة حالة صالح خلف وتمكن الأطباء من إنقاذ حياته إلا أن جيش الاحتلال لم يسلط الضوء كثيراً على ذلك، وربما يكون ذلك راجعاً إلى أن مأساته سببها قنبلة عنقودية أمريكية لم تنفجر.
إن حالة صالح تلخص مأساة الطفولة العراقية في ظل الاحتلال وفوضى الأمن والسلاح التي أوجدها.
<******>drawGradient()******>