السلام عليكم
عنوان هذا الموضوع قد يجده البعض مألوفاً..نعم, انه عنوان احد الكتب الرائعة التي كتبتها املي نصرالله , و قد علق عليها عبده لبكي بقوله
"روت لي الايام " مجموعة قصص طالعة من الواقع,و لكن قلم املي نصرالله ابدعها برهافة فنيّة و حسّ انساني عميق,فارتدت طابع الشمول الانسانيّ رغم خصوصيتها المميزة.[ .. ] انها قراءة تعلم قيم الحياة ..)
و انا اقرأ احدى هذه القصص,وجدت انه من الظلم ان ابقيها لي وحدي , و لا اشاركها معكم... اتمنى ان تعجبكم..
هذه القصة بعنوان "حسون الغربة":
((كان يمكن لهذه الحكاية الا تبصر النور,و تبقى في مثواها,في تلك الثلاجة البعيدة ,من بيت في المهجر.لكنّ الرجل رواها لي ببساطة,و لم يكن يقصد الحكاية,بقدر ما شاء ان يدخلني عالمه,ليستشيرني في امر حَيَّرَه,و قد لخّصه في سؤال:
- هل يجوز ان يبقى الحسون مدفوناً في الثلاجة اكثر من عشر سنوات ؟
اصغيت اليه حتى فرغ من حكايته,و افرغ جعبة من الاسئلة , و لم اتقدم بأيّ جواب,فكيف بالحلّ!...
ذلك ان مشكلة كهذه لم يسبق ان عرضت لي,لا من قريب و لا من بعيد.و لم اقرأ عنها في الكتب, و قدّرت انّ امر البتّ فيها يعود الى صاحبها وحده...
-هل سمعت يا صديقي؟ انت وحدك,تستطيع ان تبتّ في الامر.
-و لكنني حائر! لن اعود الى البلاد هذه السنة , ولا السنة التالية.و اقسمت على ان اعيد هذا الطائر المسكين الى ارضه! اجل هناك قسمٌ قائم بيننا, فكيف أحلٌّ من قسمي ؟
كنت اقوم بزيارة لهذا القريب الذي هاجر قبل سنوات الى البلاد الرابضة عند اقدام القطب الشمالي.و قد اغتنم الفرصة ليروي لي حكايته التي لم يجرؤ ان يعرضها امام قريب او صديق, خشية َ ان يسخر منه, او يتهمه بخلل في الدماغ,فلا يقدّر اللوعة التي تلذع شغاف قلبه:
-"حين غادرت البلاد,حملت فيما حملت,حسوناً كان رفيق الاصباح و العشايا,و كنت مولعاً بتغريده فلا اشعر بأن النهار طلع على الكون ما لم اسمعه يعلن ذلك بصوته الرخيم...
هربته الى داخل حدود البلاد الجديدة,والتي يمنع قانونها,القادمين اليها,من ان يسربوا اليها بذرة خردل او حبة كرز.. ))
اسفة اعزائي عليّ الذهاب الان , ن اعجبتكم القصة اخبروني كي نكملها في المرة القادمة