تفسير سورة الملك (الحلقة 1)
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا كما أمر والصلاة والسلام على خير البشر محمد بن عبد الله وعلى اله أصحابه الاجمعين وعلى من اتبع الهدى.أما بعد
قال الامام احمد حدثنا حجاج بن محمد وابن جعفر قالا حدثنا شعبة عن قتادة عن عباس الجشمي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ان سورة في القرأن ثلاثين اية شفعت لصاحبها حتى غفر له تبارك الذي بيده الملك)ورواه أهل السنن الاربعة من حديث شعبة به وقال الترمذي هذا حديث حسن وقد روى الحافظ ابن عساكر في تاريخه في ترجمة أحمد بن نصر بن زياد ابي عبد الله القرشي النيسابوري المقري الزاهد الفقيه أحد الثقات الذين روى عنهم البخاري ومسلم لكن في غير الصحيحين وروى عنه الترمذي وابن ماجة وابن خزيمة وعليه تفقه في مذهب أبي عبيد بن حربويه وخلق سواهم.ساق بسنده من حديثه عن فرات بن السائب عن الزهري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان رجلا ممن كان قبلكم مات وليس معه شيء من كتاب الله الا تبارك فلما وضع في حفرته أتاه الملك فثارت السورة في وجهه.فقال لها انك من كتاب الله وأنا أكره مساءتك واني لاأملك لك ولا له ولا لنفسي ضرا ولانفعا.فان أردت فانطلقي الى الرب تبارك وتعالى فاشفعي له فتنطلق الى الرب فتقول يارب ان فلانا عمد الي من بين كتابك فتعلمني وتلاني أفتحرقه أنت بالنار وتعذبه وأنا في جوفه فان كنت فاعلا ذاك به فامحني من كتابك فيقول ألا أراك غضبت فتقول وحق لي أن أغضب فيقول اذهبي فقد وهبته لك وشفعتك فيه قال فتجيء فتزجر الملك فيخرج خاسف البال لم يحل منه بشيء قال فتجيء فتضع فاها على فيه فتقول مرحبا بهذا الفم فربما تلاني مرحبا بهذا الصدر فربما وعاني ومرحبا بهاتين القدمين فربما قامتا بي وتؤنسه في قبره مخافة الوحشة عليه قال فلما حدث بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق صغير ولا كبير ولا حر ولا عبد الا تعلمها وسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم المنجية.
قلت وهذا حديث منكر جدا وفرات بن السائب هذا ضعفه الامام احمد ويحيى بن معين والبخاري وأبو حاتم والدر قطني وغير واحد.وقد ذكره ابن عساكر من وجه أخر عن الزهري من قوله مختصرا وروى البيهقي في كتاب اثبات عذاب القبر عن ابن مسعود موقوفا ومرفوعا ما يشهد لهذا وقد كتبناه في كتاب الجنائز من الاحكام الكبرى ولله الحمد والمنة.
وقد روى الطبراني والحافظ الضياء المقدسي من طريق سلام بن مسكين عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سورة في القرأن خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة تبارك الذي بيده الملك)وقال الترمذي حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب حدثنا يحيى بن مالك النكري عن أبيه عن أبي الجوزاء عن ابن عباس قال ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خباءه على قبر وهو لايحسب أنه قبر فاذا قبر انسان يقرأ سورة الملك تبارك حتى ختمها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر ثم قال هذا حديث غريب من هذا الوجه وفي الباب عن أبي هريرة ثم روى الترمذي أيضا من طريق ليث بن أبي سليم عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ ألم تنزيل وتبارك الذي بيده الملك وقال ليث عن طاوس يفضلان كل سورة في القرأن بسبعين حسنة.
وقال الطبراني حدثنا محمد بن الحسن بن عجلان الاصبهاني حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا ابراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لوددت أنها في قلب كل انسان من أمتي يعني تبارك الذي بيده الملك هذا الحديث غريب وابراهيم ضعيف وقد تقدم مثله في سورة يسن وقد روى هذا الحديث عبد بن حميد في مسنده بأبسط من هذا فقال حدثنا ابراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال لرجل ألا أتحفك بحديث تفرح به قال بلى قال اقرأ تبارك الذي بيده الملك وعلمها أهلك وجميع ولدك وصبيان بيتك وجيرانك فانها المنجية والمجادلة تجادل أو تخاصم يوم القيامة عند ربها لقارئها وتطلب له أن ينجيه من عذاب النار وينجي بها صاحبها من عذاب القبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لوددت أنها في قلب كل انسان من أمتي).
|