حصاد حكم البعث العراقي :
- كان لاعتدائه على الكويت واتخاذه شعار الجهاد الإسلامي أسوأ الأثر على الجماهير المسلمة ، خاصة عندما هاجم قادة المملكة العربية السعودية ونسب شخصه إلى البيت النبوي الشريف ، وأسمى نفسه عبد الله المؤمن في حين أنه عدو لدود للإسلام .
- أدرك الجميع كذب صدام عندما ادعى أن شعب الكويت وثواره هم الذين دعوه لغزو الكويت ولما لم تنطل فريته على أحد ادعى أن الكويت جزءا من العراق ومن حق الجزء أن ينضم إلى الكل وشكل حكومة بعد أخرى مدعيا أن أعضاءها من الكويتيين ولكن الواقع كذب ادعاءه السخيف وأثبت الشعب الكويتي صدق انتمائه وتمسكه بقيادته الشرعية .
- ظل يردد أن الحرمين الشريفين واقعان تحت الاحتلال الأمريكي الصهيوني الأمر الذي دعا إلى عقد مؤتمر للعلماء في أرض الحرمين ودفعوا هذه التهمة باعتبارها باطلا محضا وكلما زاد نفور الشارع الإسلامي من أكاذيبه ازداد الرجل تملقا للشعارات الإسلامية .
- أعطى اجتياح الكويت مبررات للصهاينة لتبرير اغتصاب فلسطين حتى صرح أحد أعضاء الكنسيت من حزب الليكود بأنه على إسرائيل أن تستغل الوضع المتفاقم في الخليج لقمع الانتفاضة الفلسطينية بشكل شامل .
- اتضحت سياسة حزب البعث التي تنادي بالوحدة وانكشفت أطماعهم في السعي للهيمنة على العالم العربي عن طريق الضم بالقوة ، وبدأ بمنطقة الخليج التي تعتبر حتى الآن في بعض الحسابات الدولية مستعصية على التغريب والهيمنة ، ومصدر تمويل أساسي لكل الأعمال الخيرية ولكافة مظاهر الصحوة الإسلامية فتسبب بذلك في انتكاسة العمل الإسلامي .
- تسبب في انهيار النظام العربي إثر عجز الأمة العربية بمختلف مؤسساتها ومنظماتها عن ردع العدوان وخاب أمل العرب والمسلمين في تملك قوات رادعة تقف في وجه القوات العراقية بعد أن انكشف الغطاء عن اتجاه العراق لحرب المملكة والكويت ودول الخليج العربي ووجهوا صواريخهم لضرب الرياض والدمام وقاموا فعلا بنسف آبار البترول في الكويت وإضرام النار فيها .
- كان قيام العراق بالعدوان على الكويت سببا لاستدعاء قوات التحالف الدولي لصد الخطر المفاجيء واضطرت الدول العربية لتحمل نفقات القوات الدولية التي استدعيت لوقف العدوان .
- أدى الغزو إلى تدمير بنية الكويت وترويع شعبها وتشريده بصورة فاجعة تجاوزت في أبعادها ما جرا في فلسطين من حيث أن المغتصب للتراب الفلسطيني كان عدوا لا شبهة فيه بينما المغتصب في الحالة الكويتية كان شقيقا ظلم شقيقه الذي ظل طيلة ثماني سنوات يساند ويدعم المجهود الحربي العراقي الذي استغل الفرصة وانقض عليه ليفترسه من غدر تأباه النفوس السليمة .
- أهدر قيمة الأمن في منطقة الخليج وغرس بذور التوجس والقلق والخوف في أعماق أبناء المنطقة ونزع منهم الثقة التي كانوا يولونها لأبناء جلدتهم .
- أهدر الغزو قيمة الوحدة العربية وقضى على الروابط القومية وأدى إلى شق الصف العربي بصورة غير مسبوقة حينما تتابع إرسال جثث العمال المصريين مشحونة في صناديق مغلقة إلى بلادهم .
- تراجعت أولوية القضية الفلسطينية في جميع الساحات وانقطعت الموارد المالية عن قطاعات عريضة من الفلسطينيين كانت دخولهم من الكويت من أهم مصادر الإعاشة والتمويل .
- ساعد انشغال البلاد العربية بالغزو للكويت على تدفق المهاجرين اليهود من الاتحاد السوفيتي بما وصل إلى 600 ألف مهاجر .
- أدت الأزمة إلى كشف الغطاء عن القضية الكردية وفتح ملفها الذي ظل محاصرا ومدفونا طيلة السنوات الماضية مت جراء المجاملة العربية للعراق وفضح الإعلام جرائم النظام العراقي على مستوى العالم أجمع ، ودفعت جرائم البعث العراقي إلى مطالبة الأكراد بالانفصال عن العراق أو الحصول علىالحكم الذاتي لمنطقتهم مما سيؤدي على المدى البعيد إلى ضعف وتفتت هذا البلد المسلم .
- أدت الأزمة إلى زيادة ملحوظة في أسعار النفط في الأسواق العالمية ، الأمر الذي كان له مردوده المهم على الدول المنتجة له العربية وغير العربية وعكست أثرا سلبيا آخر تمثل في إضافة أعباء اقتصادية على دول العالم الثالث التي تستورد النفط وتنوء ميزانيتها بقيمة فواتيره .
- لقد صاحب تحرير الكويت استجابة لقرارات مجلس الأمن الدولي تدمير العراق ولم يكن التدمير قاصرا على المنشآت العسكرية فقط وإنما كان تدميرا شاملا مقصودا في حد ذاته لخلق واقع جديد ينشغل به حكام العراق لفترة طويلة لإصلاح ما أفسدته الحرب ، كما يتيح للقوى العظمى التحكم في مستقبل العراق وبتروله عن طريق إعطاء حكم ذاتي لأكراد يخولهم حق السيطرة على منابع النفط في الموصل وكركوك ويضمن التواجد المستمر لأمريكا وبريطانيا وفرنسا في المنطقة لتوفير الأمن للأقلية الكردية ، هذا عن إتاحة الفرصة لوجود عسكري دائم للقوى الاستعمارية العظمى وفقا لخطط سبق إعدادها للإجهاز على الجزع المشاغب ضد إسرائيل والذي أصبح منتهيا سياسيا بعد حرب الخليج ، ونظامه محاصرا إقليميا ومعزولا دولياً ، والعراق كله في حالة من الدمار الكامل والخراب الشامل حاليا .
- ولا شك أن شخص صدام حسين قد أصبح مرفوضا على المستوى المحلي والعربي والإسلامي ، بسبب أسلوبه الهمجي في التعامل مع جيرانه وأشقائه ومواطنيه الأكراد كما أصبح ممقوتا من حيث جبلته الشريرة وغريزته العدوانية المسعورة وسيطرة جنون العظمة على تصرفاته ولجوئه إلى المخادعة بعد أن انكشفت نواياه الخبيثة في حربه مع إيران ، ثم في انقلابه على الكويت الجارة المسالمة والداعمة له .
- وقد تسبب صدام حسين في إفشال قضايا الأمن القومي العربي والقومية العربية بما أحدثه من انهيار في جدار التضامن العربي .
تقييم للأفكار والمعتقدات التي يعتنقها حزب البعث :
- حزب البعث العربي الاشتراكي حزب قومي علماني انقلابي له طروحات فكرية متعددة يتعذر الجمع بينها أحيانا فضلا عن الإقناع بها ، لقد كتب عنه كثيرا وتحدث زعماؤه طويلا ولكن هناك بون واسع بين ممارسات وأقوال فترة ما قبل السلطة ، وممارسات وأقوال فترة ما بعدها .
- الرابطة القومية عنده هي الرابطة الوحيدة القائمة في الدولة العربية التي تكفل الانسجام بين المواطنين وانصهارهم في بوتقة واحدة وتكبح جماح سائر العصبيات المذهبية والطائفية والقبلية والعرقية والإقليمية حتى قال شاعرهم :
آمنت بالبعث ربا لا شريك له ===== وبالعروبة ديناً ما له ثان
- تعلن ساسة الحزب التربوية أنها ترمي إلى خلق جيل عربي جديد مؤمن بوحدة أمته وخلود رسالتها آخذا بالتفكير العلمي طليقا من قيود الخرافات والتقاليد والرجعية مشبعا بروح التفاؤل والنضال والتضامن مع مواطنيه في سبيل تحقيق الانقلاب العربي الشامل وتقدم الإنسانية والطريق الوحيد لتشييد حضارة العرب وبناء المجتمع العربي هو خلق الإنسان الاشتراكي العربي الجديد الذي يؤمن بأن الله والأديان والإقطاع ورأس المال وكل القيم التي سادت المجتمع السابق ليست إلا دمى محنطة في متاحف التاريخ .
اقول:
ومع ذلك تجد من يتغنى بأمجاد هذا الحزب وطاغيته
وينساق الكثيرين جهلا وراء استغلاله للقضية الام ليحقق مأربه الدنيئه
..........................................