منهجه
مكان "الإمام مالك" في الفكر العربي الإسلامي هو مكان العالم الذي رسم منهجا للتحقيق العلمي، رسم به الطريق إلى معرفة " النص" وراوي النص على نحو يكشف الزيف ويعطي الحيطة ويرفع "التحديث" إلى مرتبة العلم القائم على أصول ودعائم.
وتبين هذه الكلمات "منهج البحث العلمي" في الفكر الإسلامي، والتي تدحض ادعاءات المستشرقين بالقول بأن البحث العلمي قد كونته الثقافات اليونانية والرومانية.
إن هذا العلم دين فانظروا ممن تأخذون منه، العلم نور لا يأنس إلا بقلب خاشع، ليس العلم بكثرة الرواية، طلب العلم حسن، ولكن انظر ما يلزمك من حين تصبح إلى أن تمسي فالزمه، فانه ذل وإهانة للعلم، لا ينبغي للعالم أن يتكلم بالعلم عند من لا يطيقه.
إن المراء والجدل يذهب بنور العلم في قلب العبد، وان الجدل يقسي القلب ويورث الضغن.
إذا عرض عليك أمر فاتئد، وعاير على نظرك بنظر غيار فان العيار يذهب عيب الرأي.
من روى عن ضعيف فقد بدأ بنفسه.
لا يؤخذ العلم من أربعة ويؤخذ ممن سوى ذلك: لا يؤخذ من سفيه معلن بالسفه، وان كان أروى الناس، ولا يؤخذ من كذاب يكذب في أحاديث الناس، وان كان لا يتهم على الأحاديث النبوية، ولا من صاحب هوى يدعو إلى بدعته، ولا من شيخ له فضل وصلاح وعبادة إن كان لا يعرف ما يحدث به، ولقد أدركت بالمدينة أقواما لو استسقي بهم القطر لسقوا، وقد قسموا من العلم شيئا كثيرا، وما أخذت عن واحد منهم، لأن زهدا بلا معرفة ولا إتقان لا ينتفع به وليس هو بحجة ولا يحمل عنهم العلم.
إنما أهلك الناس تأويل ما لا يعلمون.
(التأويل هو إخراج النصوص عن ظاهرها)
حق على من طلب العلم أن يكون فيه وقار وسكينة.
إن العلم إذا منع من العامة لأجل الخاصة لا ينتفع به الخاصة.
خير الأمور ما كان ضاحيا بينا، وان كنت في أمرين أنت منهما في شك، فخذ بالذي هو أوثق.
ترك "مالك" تراثا ضخما من التأليف أهمه:
الموطأ
تفسير غريب القرآن
كتاب في الأقضية
كتاب المسائل
كتاب الاستيعاب
رسالة في الأدب والمواعظ
المجالسات
النجوم وحساب دوران الزمن
السر في غرائب الفقه
المدونة
توفي عام 179 ه – 795 م
من كتاب:
نوابغ الفكر الإسلامي لأنور الجندي