حزيران آخر يا قدس..
حزيران آخر يا قدس..
وموعد النزوح اليك لم يحن بعد.. ولا حان موعد انطفاء اغتراب الاسير
يا سيدة حواضر هذا الكون..
يا أبهى مدائن الله في أرضه..
حزيران آخر.. ولم يحن عيدك ولا عيدنا..
ولا حان موعد إسرائنا اليك.. وجحافل التحرير..
* * * * *
لم يحن بعد شيء مما نرجي وترجّين..
لاننا -يا قدس- نستنكف عن القتال والنزال.. ورد الصاع الكافر صاعين وزيادة..
ولاننا -يا قدس- نار من ورق.. وخيول أتعبها البرد.. يلجمها الخوف ولا تغير.
يا قدس.. هذي امة العرب في قيدها.. تجتر الدمع ثانية..
تحدق في الهواء المر.. تحدق ملء جفنيها.. وتقتات السراب.
وحين يخفق السحاب..
وحين يُفتح الكتاب.. ولا تجئ الشهادة والشهداء.. ندرك أن تباً للسحائب من سحائب.. وتباً للكتاب من كتاب.
* * * * *
يا أم الشهداء الأولين من الصحاب..
ويا أم الشهداء الآخرين..
بغير دم الشهادة.. سيطول الانتظار.. وسيهرم الحصار.
وسينجب الاطفال.. أحفاد أحفادهم في القيد..
وسيدق الغرباء -اعواماً- على أبواب ليس خلفها أحد..
والغبار يستولد الغبار.
وسيكبر في عيون الصغار لغو بريء..
هذا حصار.. وهذا حصار.. وهذا حصار.
* * * * *
بغير دم الشهادة -يا قدس- لا يُفتتح النشيد ولا يكتملُ.
وهل غيم تمطر بانواءَ باردةٍ.. وبروقٍ لا تشتعلُ.
خطل هذا -يا قدس- لا يدانيه خطلُ.
فهذي خطى الفاروق على ابوابك للسيف شاهدةٌ
وهذي خطى صلاح الدين.. والأُلى رحلوا
فرج
|