خمسة يبكى عليهم
أنشد الشيخ الصالح عبدالعزيز الدريني رحمه الله لنفسه في هذا المعنى :
إذا ما مات ذو علم وتقوى == فقد ثُلِمت من الإسلام ثُلمة
وموت العابد المرضي نقص == ففي مرآه للأسرار نسمه
وموت العادل الملك الموَلَّى == بحكم الحق منقصة وقصمه
وموت الفارس الضرغام هدم == فكم شهدت له بالنصر عزمه
وموت فتى كثير الجود محل == فإن بقاءه خصب ونعمه
فحسبك خمسة يبكى عليهم == وموت الغير تخفبف ورحمه
قال الحسن البصري رحمه الله تعالى : "الناس في هذه الدنيا على خمسة أصناف : العلماء هم ورثة الأنبياء ، والزهاد هم الأدلاء ، والقراء هم أسياف الله ، والتجار هم أمناء الله ، والملوك هم رعاة الخلق ، فإذا أصبح العالم طامعا وللمال جامعا فبمن يقتدى ؟ وإذا أصبح الزاهد راغبا فبمن يستدل ويهتدى ؟ وإذا أصبح الغازي مرائيا والمرائي لا عمل له فبمن يظفر بالعدا ؟ وإذا كان التاجر خائنا فبمن يؤمن ويرتضى ؟ وإذا أصبح الملك ذئبا فمن يحفظ الغنم ويرعى ؟ فوالله ما أهلك الناس إلا العلماء المداهنون ، والزهاد الراغبون ، والغزاة المراؤون ، والتجار الخائنون ، والملوك الظالمون (( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ))
|