اخي الحبيب ابو مروان :
على عهد الإمام أحمد بن حنبل حدثت فتنة تسبب فيها بعض الفلاسفة الذين تأولوا على القرآن فأنتظر العامة رأيه ورفض الإمام بن حنبل المقولة , و تسبب موقفه هذا فى دخوله السجن .. وفى السجن كان الإمام يقول : انا لا أخاف فتنة السجن فما هو وبيتى إلا واحد .. ولا أخاف فتنة القتل فإنما هى الشهادة ..إنما أخاف فتنة السوط ... و فى يوم أخذوا الإمام ليجلدوه فظهر على وجهه الخوف و الجزع وفى أثناء خروجه الى الساحة لمح ذلك فى وجهه لص شهير اسمه ابو هيثم الطيار فقال له : يا إمام لقد ضربت 18000 سوط بالتفاريق – أى على إمتداد عمرى – وانا على الباطل فثبت وانت على الحق يا إمام فإثبت لإن عشت عشت حميدا و إن مت مت شهيدا.... و قد ظل الإمام بن حنبل يدعو للطيار كل ليلة بعد ذلك اللهم أغفر له ... فلما سأله إبنه يا أبتى إنه سارق قال و لكنه ثبتنى .
يقول الجلاد :لقد ضربت بن حنبل ضربا لو كان فيلا لهددته . و فى كل مرة أقول السوط القادم سيخرج من فمه من شدة هلهلة ظهره ...
مر على الإمام رجلا و هو معذب فقال هل آتيك بماء قال إنما أنا صائم
ويزوره أحد معارفه فيقول يا بن حنبل لقد ضعفت و عندك عيال – يقصد أخبر القوم بما يريدوا لترتاح – فيرد الإمام أن كان هذا هو عقلك فقد إسترحت
واذكر هنا قصة سعيد بن الجبير ..
كان على زمن الحجاج بن يوسف الثقفى وقد قبض عليه
وقال له الحجاج ما اسمك:
قال: سعيد بن الجبير
قال: بل أنت شقي بن كسير
قال سعيد: أمي أعلم باسمي يوم سمتني
قال الحجاج: شقيت وشقيت أمك
قال سعيد:إنما يشقى من كان من أهل النار فهل اطلعت على الغيب؟
قال الحجاج: لأبدلنك بدنياك ناراً تلظى
قال سعيد:والله لو أعلم أن هذا بيدك لاتخذتك إله يعبد من دون الله.
قال الحجاج: فلم فررت منى... قال سعيد: فررت منك كما قال موسى لفرعون "منكم لما خفتكم" ...
فقال الحجاج: اختر لنفسك قتلة يا سعيد ...
فقال سعيد: بل اختر أنت لنفسك فما قتلتنى بقتلة إلا قتلك الله بها ...
فصرخ الحجاج والله لأقتلنك قتلة ما قتلتها أحد من قبلك ولن أقتلها لأحد من بعدك..
قال: إذن تفسد على دنياى وأفسد عليك آخرتك... فقال للحرس جروه وأقتلوه ..فضحك سعيد فنادى الحجاج مغتاظا ما الذى يضحكك ؟
قال : أضحك من جرأتك على الله وحلم الله عليك !
ورحم الله الصحابي الجليل خبيب بن عدي فلقد سطر لنا ملحمة من الفداء والاصرار علي الحق مهما كانت الظروف
لقد أجمع الأحزاب حولي و ألبوا..... قبائلهم و استجمعوا كل مجمعِ
و قد قربوا أبناءهم و نساءهم ........ و قربت من جذع طويل ممنعِ
إلى الله أشكو غربتي بعد كربتي.......و ما جمع الأحزاب لي عند مضجعي
فذا العرش صبّرني على ما يراد بي......فقد بضعوا لحمي و قد بؤس مطعمي
و قد خيروني الكفر و الموت دونه........ فقد ذرفت عيناي من غير مدمعِ
ولستُ ابالي حين أقتلُ مسلمــاً ....... علي اي جنب كان في الله مصرعي
وذالك في ذات الإلـه وإن يشــأ ....... ُيبــارك على أوصال شــلوٍ ممـزع