أمس، واليوم، وغداً
أمس:
جاء في ديوان ابن زيدون: " ذكر المقري هذه الأبيات في ترجمة بني عباد، وقال إن ابن زيدون كتبها إلى المعتمد يشوقه إلى تعاطي الحُمَيّا في قصوره البديعة التي منه المبارك والثريا.
فز بالنجاح وأحرز الإقبالا
…………….وحُزِ الـمُنى وتنجّز الآمالا
ولْيهنِكَ التأييدُ والظفر اللذا
……………صدقاكَ في السّمة العليّة فالا
يا أيها الملك الذي لولاه لم
……………تجد العقول الناشداتُ كمالا
أما (الثريّا) فالثريّا نصْبةً
…….………وإفادةً وإنافةً وجمـــالا
قد شاقها الإغبابُ حتى انّها
……………لو تستطيع سرت إليك خيالا
رفّه ورودَكَها لتنعمَ راحةً
……….……وأطِلْ مزارَكَها لتنعمَ بـالا
وتمثّلِ القصرَ (المباركَ) وجْـنَةً
…….……….قد وُسّطت فيه الثّريّا خالا
وأدِرْ هناكَ من المُدامِ أَتـمّها
………..…….أرَجاً زكا وأَشَفَّها جِرْيالا
قصرٌ يُقرّ العينَ منه مصْنعٌ
…………..بَهِجُ الجوانبِ لو مشى لاختالا
لا زلتَ تفترشُ السرورَ حدائقاً
…………..….فيهِ وتلتحفُ النعيمَ ظِلالا
_________________________
اليوم أقول:
يا إبنَ زيدونٍ مدحتَ عُضالا
………..…..أقبضت في هذا الضلالِ المالا ؟
أوما كفاكَ الشعرُ في ولّادةٍ
…………..…..فذهبتَ فيه تُزَيِّنُ الأوحالا
أَغَفِلْتَ عما لا محالةَ واقعٌ
…………….بالقومِ إن سدروا كذا ضُلّالا
لاذوا بشربٍ في النعيمِ وخصمُهم
………..…..يبري النّبالَ ويحشد الأرتالا
فكأَنّـما الفتحُ المبينُ خُرافةٌ
………………إذْ بالمعاصي والتّرَفُّهِ دالا
وكأنّ بضعاً من قرونٍ مزحةٌ
……….…أو ضغْثُ حلْمِ معربدينَ وزالا
وكأن طارقَ لم يكبِّرْ مرَّةً
………..….أو قالَ في تلكَ البلادِ مقالا
أوهكذا الشهداءُ حالُ دمائهمْ
...................حالت لدى احفادهمْ أبوالا
أشقيتمونا فوقَ شِقْوةِ عصرنا
…...………..بالذّلّ جمّعنا بكم سربالا
أشقيتمونا بالبلادِ سليبةً
……………إنّا سَنُشقي بعدنا الأجيالا
منذ اختلفتم واختلفنا بيننا
………صال الصليبُ على الهلالِ وجالا
حتى القرودُ عدت على آسادنا
……….……عجباً لقردٍ يمتطي رئبالا
من لم يُمَسِّكْ بالكتابِ ونهجهِ
……………ألِفت يداهُ لذُلِّه الأغلالا
واستوْثرتْ حُمُرُ الطوائفِ ظهرهُ
……...……..من كلّ فدْمٍ قوّلوهُ فقالا
ورأى الخنازِرَ أولياءَ أُمورهِ
………….…..ويراهمُ أهلاً لهُ وعيالا
مشقَ الحسامَ على ذويه مزمجراً
………….ولخصمهم يستعذب الخلخالا
ويرى التوحّدَ معْ أخيه محرّما
………...…ويرى ولاء الكافرين حلالا
ويرى التثاقلَ والخنوعَ معزّةً
…………...ويرى الجهادَ مهانةً وضلالا
يحميه آلافُ [الرجالِ!] ولمْ تزلْ
…..………….همّاً على أوطانها ووبالا
أيرى ابنُ زيدونَ الثريا تُحْفَةً؟
…….………..فهُنا المجرّاتُ العُلى تتلالا
كم عالمٍ أفتى الضلالَ وشاعرٍ
….………في مدحهم قد زَجّلَ الأزجالا
يا أُمّةً هانت وصارت أرضُها
………………وسماؤها للكافرينَ مجالا
لم يكفها قتلُ الخلافةِ إنـما
…………..خلعت لأجل القاتلِ السروالا
عودي إلى النهج القويمِ وفكره
……..……من دونه يبقى النهوضُ مُحالا
لا عزَّ إلا بابتعاثِ قتيلةٍ
….…………تمحو الحدودَ وترفع الأغلالا
_________________________
غدا:
: " وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض
ما أنزل الله إليك فإن تولّوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن
كثيرا من الناس لفاسقون، أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما
لقومٍ يوقنون." صدق الله العظيم.
|