مطلوب وزراء لحكومة انتقالية !!
مطلوب وزراء لحكومة انتقالية !!
إعلانات الوظائف الشاغرة في وسائل الاعلام المختلفة والمقروءة منها بوجه خاص تحوز اهتمام العديد من الناس وليس العاطلين عن العمل وحدهم لأن من يشغلون وظائف غير راضين عنها عادة ما يتطلعون لأوضاع وظيفية أفضل وليس في ذلك بأس.
أغرب إعلان عن وظائف خالية نشره قادة الانقلاب العسكري في فيغي ويطلبون فيه وزراء للحكومة الانتقالية التي ينوون تشكيلها في البلاد.
وجاء في الاعلان الذي نشرته صحيفة «التايمز» البريطانية مؤخرا ان التقدم لشغل وظيفة وزير يتطلب التمتع بخبرة وظيفية لا تقل عن عشر سنوات والا يكون قد أشهر افلاسه من قبل وان يكون صاحب شخصية متميزة والا يكون له سجل اجرامي.
دون شك فإن الشروط المطلوب توافرها فيمن يتولى منصب وزير في حكومة فيجي الجديدة هي غاية في البساطة ويمكن توافرها في عدد كبير من الناس عدا شرط الا يكون المتقدم قد أشهر افلاسه فيبدو غريبا بعض الشيء لأن الانسان معرض للابتلاء بالفقر بعد الغنى أو العكس دون ان يكون له يد في ذلك. ولكن يبدو ان الانقلابيين في فيجي لهم رأي آخر في عدم التعامل مع شخص مفلس قد يكون أكبر همه ان يصلح ميزانيته قبل ان يصلح أحوال البلاد والعباد خصوصا انهم اتخذوا قرار قلب نظام الحكم في فيجي بعد ان يئسوا من محاربة فساد السلطة في بلادهم.
من صيغة اعلان طلب وزراء والشروط المطلوب توافرها لن يجد المرء صعوبة في الحكم على الانقلابيين الفيجيين بالجهل المركب لأن وظائف الوزراء ليست من الوظائف العامة التي يتم شغلها بالطرق العادية مثل اجراء معاينات للمتقدمين والاختيار الاصلح من بينهم وانما هي من الوظائف السيادية التي يتم التشاور فيها بين أهل الحل والعقد كما في موروثنا الاسلامي ليقع الاختيار على العناصر الكفؤة بشهادة العدول كذلك فإن هذه الوظائف السيادية يفترض الا يقبل فيها تزكية الانسان لنفسه ففي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده كان لا يسند الامر اي (الولاية) لمن يطلبه وانما لمن تتحدث عنه أخلاقه وكفاءته المهنية وإخلاصه لأمته.
هكذا ديدن الانقلابات العكسرية تخطط لكل شيء يخص لحظة الصفر أي جدول تنفيذ الانقلاب العسكري من الألف للياء دون ان تضع في حسبانها أجندة ما بعد نجاح الانقلاب حتى لا تحدث فوضى أثناء نقل السلطات لذلك عادة ما تتعرض الدول الموبوءة بالانقلاب العسكرية الى انتكاسات قوية حينما تفتر عزيمة الانقلابيين أو يجابهون بمشكلات الحكم التي لم تكن في حسبانهم حينما كانوا بالبر وقبل ان تبتل ثيابهم بلجة السلطة وهمومها التي يشيب لهولها الولدان.
أقول قولي هذا ولا يزال في أذني بقايا من خطب انقلابيين طنانة رنانة قالوها لحظة احداثهم للتغيير في السلطة ولم يلتزموا بها في يومهم التالي حينما تفاجأوا بالأعباء السلطوية التي انتقلت لهم بالتبعية من الحكومة المزاحة من كراسيها.
نشر إعلان لطلب وظائف وزراء أكبر دليل على ان الآتي لن يكون أفضل من الراحل بأي حال من الأحوال ولولا ذلك لملأت طلبا للالتحاق بحكومة فيجي بدرجة وزير.
أبوبكر الحسن
|