عود على بدء.
الضربة الاولى:
منذ حوالي الثمانين سنة ضربوا الخلافة العثمانية و انهارت دولة المسلمين و لم يعد المسلمون لهم دولة تدافع عنهم. كانت الضربة الاولى.
المرحلة الانتقالية:
منذ ذاك الوقت والغرب يسعى ليل نهار لنشر ثقافته بين المسلمين ولقد نجحوا الى حد بعيد حيث صار الكثيرون يرددون مصطلحاتهم و ومفرداتهم و تعابيرهم ولو من دون انتباه لانها تسللت الى ما يسمى "اللاوعي" وخالطت اذهانهم ومشت في عروقهم و جرى بهم السيل من حيث لا يدرون. لضبط ردات الفعل ممن قد يعون لهذه الامور نصبوا انظمة دكتاتورية تحكم بالحديد و النار و نشروا القلاقل و الفوضى حتى يلتهي بها المسلمون ولا يعون لما يحاك لهم. كيف يناقش المسلم فكرة كذا و كذا وهو ملهي بلقمة عيشه و اقساط مدارس اولاده و ثمن سيارته وووو الخ... على مدى ثمانين عاما و الغرب يعمل على نشر ثقافته واليوم ان اوان قطاف هذه الثمرة.
الضربة الثانية:
قالوا لا بد من حملة الثقافة الغربية او ممن تاثروا بها ان يعبروا عن انفسهم ويصلوا لمراكز القرار و ان كان جزئيا حيث ان وصلوا سيلقون كل الدعم من الغرب و يكبرون مع الوقت وتزداد رقعة انتشار حملة الثقافة الغربية ونفوذهم. طالما السيطرة تامة على وسائل نقل الثقافات طالما الوضع بيدهم. كيف السبيل الى جعل حملة الثقافة الغربية الى ان يصلوا الى مفاصل الدولة وهم شريحة كبيرة جدا في دولنا ومن دون خوف ان ينقلبوا عليهم اذا انقلبت مصالحهم؟ السبيل هو الديمقراطية التي هي اصلا جزء من الثقافة الغربية. الحكام اليوم و اصحاب القرار اليوم في بلادنا فاسدون و لانهم فاسدون قد يظهر للبعض انهم يتبعون الثقافة الغربية من باب الانحلال الخلقي و الامر ليس بهذه البساطة. انما هم في الحكم و يتذللون للامريكا لاجل مصالحهم اما هذه الطبقة التي تؤمن بالثقاف الغربية فلن تكون بنت مصلحة بل هم مقتنعون اشد الاقتناع بالثقافة الغربية و لن يكونوا الا اصدقاء للغرب و يمكن عندها للغرب ان يحقق مصالحه بشكل اقل تكلفة مما هو اليوم.
نشر الديمقراطية هو خيار استراتيجي للامريكان على الخصوص و للغرب عامة و ليس مجرد انهاء ادوار تكتيكي لحكام اليوم. الامر سيكون اما بالقوة و اما بتعاون الحكام انفسهم حيث سيقومون بذبح انفسهم.
الامريكان يريدون حقيقة نشر الديمقراطية في العراق و سيكون الامر نموذجا لباقي الدول وما عليكم الا ان تتبينوا من الناس كم واحد متاثر بثقافة الغرب بين العرب؟ كم مسلم اليوم يرى ان يتزوج اكثر من واحدة؟ الم تصبح عادة ان يتزوجوا واحدة فقط؟ كم مسلم يحتفل براس السنة الرومية؟ كم مسلم يعرف كم هو التاريخ الهجري اليوم؟ كم مسلم يرى قطع يد السارق؟ كم مسلم يتعاطى بطاقة الائتمان؟ كم مسلم سمع بشيكسبيير و موليير وفان قوق؟ وكم و وكم وكم وكم.....
الغرب راى ان المسلمين العرب خاصة وصلوا الى نقطة اللارجوع في ابتلاعهم لسموم الثقافة الغربية فلهذا سينشرون الديمقراطية لان حملة الثقافة الغربية سيصلون لاجزاء من مفاصل الحكم و ستقوم امريكا بدعمهم حتى يعموا على غيرهم ....
واعطيكم مثال الاخ ميمو كاتب المقال الاول هنا: لما قلت له ان الامريكان يريدون نشر الديمقراطية ثار علي و كتب ما كتب و نفى الامر و قال الامر ذبح و قتل. يعني هو يقبل لو كانت فعلا ديمقراطية حيث قال" "للاسف الديمقراطية في العراق شعار كاذب تنادي به امريكا" لكنه غير مقتنع انهم يريدون نشر الديمقراطية فلهذا ثار علي ولو نشروا الديمقراطية بغير قتل و ذبح لقبل بها. لقد تسللت الثقافة الغربية اليه وهو يظن انه عدو للغرب ويريد يدافع عن العراق و حفظ حقوق المسلمين. ارجوا الا يظن الاخ ميمو اني اهاجمه شخصيا او يعتبر الامر تهجما عليه. فقط اردت تبيان امر.
انتظروا ثمانين عاما ليضربوا الضربة الثانية.
وتصبحون على خير.
__________________
لا يضر البحر الخضم ولغة كلب فيه
آخر تعديل بواسطة خبيـب ، 30-01-2005 الساعة 06:07 PM.
|