# مـن أسبـاب السعـادة .
أفضل ما يكتسبه الإنسان في هذا الوجود هو الإيمان والعلم وقد قرن الله سبحانه وتعالى بين هذين الأمرين فقال: { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } ، ولكن الإيمان الذي تتحقق منه السعادة هو الإيمان الذي جاء به الإسلام ودعا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم معرفةً وعلماً وإقراراً ومحبة ومعرفة بضده وكراهية ما خالفه من الأهواء والآراء الباطلة والأفكار المنحرفة ، وصدق الله العظيم: { وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين } .
والعلم الذي يثمر السعادة هو العلم النافع الذي يقرب إلى الله ويزيد من الإيمان ويقرب من اليقين ويعمر الحياة باالخير والصلاح أما العلم الذي يضر بصاحبه ويقوده إلى الضلال والباطل ويقطع عمر الإنسان من غير فائدة ولا انتفاع فهو علم مذموم يكون وبالاً على صاحبه لأنه يؤدي به إلى الهلاك .
ولذلك جاء في الحديث أن مما يتركه الإنسان بعد مماته " وعلم ينتفع به " .
•
ومن أسباب السعادة: ترك المألوفات والعوائد المخالفة للدين والخلق المتين وهي وإن كان التخلص منها من أصعب الأمور إلا إنه إذا صدق عزم الإنسان وأراد التخلص من عاداته الضارة وسلوكياته الخاطئة ابتغاء وجه الله وإيثار مرضاته على عقابه فإن الله يعينه على ذلك ويحول سوء حاله إلى حياة مليئة باالخير عامرة باالسرور غامرة باالإطمئنان وقد جاء في الأثر: " من ترك لله شيئاً عوّضه الله خيراً منه " وأعظم العوض الأنس باالله ومحبته وطمأنينة القلب به وقوته ونشاطه وفرحه ورضاه عن ربه تعالى فضلاً عن منافع الدنيا من صحة وعافية .
•
ومن أسباب السعادة: التنويع في العمل الصالح والتجديد في مختلف مناشط الحياة وهذا من شأنه أن يطرد الملل ويدفع الكسل ويبعث في النفس دوافع العمل والجد والحركة . ومن أجل ذلك جاءت العبادات في الإسلام متنوعة من صلاة وزكاة وحج وصوم وجهاد وحتى الصلاة يجد فيها المتأمل تعدد الأعمال من نية وقيام وركوع وسجود وجلوس وتسبيح وتهليل وقراءة قرآن ودعاء .