* أيها المذنب..!!
هل شعرت أن في الذنوب موت لقلبك.. وغطاء كثيف يحجبه عن أنوار
الهدى والخير؟!..
رايتُ الذُّنوبَ تُميتُ القلُوبَ *** ويُتْبعهُا الذُّلَّ إدمانُهَا
وتركُ الذُّنوب حياةُ القلوبِ *** والخير للنَّفسِ عصيانُهَا
قال مالك بن دينار: "ماضُرب عبد بعقوبة أعظم عليه من قسوة القلب"!
وقال محمد بن واسع:"الذنب على الذنب يمييت القلب"!
* أيها المذنب..!! أيّ خيرترجوه بعد فساد قلبك وموته؟!
فها انت إذا أحسست بألم خفيف في قلبك، هرعت إلى كل طبيب..
وقلت: قلبي قلبي! ولكنك لاتبالي بداء الذنوب..وران القلوب!
فأفق أيها الغافل..قبل أن لاتفيق!
* أيها المذنب..!! الذنب ذُلّ!
قال أبو الحسن البصري: "من تعزز بالمعصية أورثه الله عزَّ وجلَّ الذلة،
ولايزال العبد بخير ماكان له واعظ من نفسه".
وقال سليمان التيمي: "إن الجل ليصيب الذنب في السّر، فيصبح وعليه مذلته"!
* أيها المذنب..!! الذنب سبب في بغض النّاس وذمهم!
لقد جبلت النفوس على حبّ محاسن الأخلاق، وبغض مذمومها.. فإذا رأت مائلاً
عن طريق الحق! انقبضت لمرآه!
كتبت عائشة إلى معاوية رضي الله عنهما: "أما بعد: فإنَّ العبد إذا عمل
بمعصية الله، عاد حامده من الناس ذاماّ"!
وعن سالم بن أبي الجعد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: "ليحذر امرؤ
أن تلعنه قلوب المؤمنين من حيث لايشعر! ثم قال: تدري مم هذا؟ قلت: لا.
قال: إن العبد يخلو بمعاصي الله، فيُلقى الله بغضه في قلوب المؤمنيين من
حيث لايشعر"!
* أيها المذنب..!! المعاصي سبب في عقوق الولد!
وهذا جزاء قد لايلحظه المذنب.. وحرِيِّ بمن عصى ملك الملوك أن يعصيه ولده!
قال الحسن البصري: "إذا رأيت في ولدك ماتكره، فاعتبْ ربك، فإنما هو
شيء يراد به أنت"!
وقال مالك بن دينار: "إنَّ الله عزَّوجلَّ إذا غضب على قوم، سلَّط عليهم صبيانهم"!
* أيها المذنب..!! المعصية جالبة للوحشة!!
إن السكينة وطمأنينة القلب، ثمار يجنيها أهل الطاعات.. وذلك أغلى مايظفر به رابح!
وضد ذلك، وحشة القلب التي يحياها العاصي.. وهي ثمار المعصية والذنوب..
قال زهير البابي: "كلّ مطيع مستأنس، وكل عاص مستوحش، وكلّ محبّ ذليل،
وكل خائف هارب، وكلّ راج طالب".
* أيها المذنب..!! الذنوب داعية الهلاك!
كم من الأمم والأحقاب أذن لله تعالى بهلاكهم! بسبب الذنوب والجرائر..
وقد قص الله تعالى علينا ذلك في كتابه العزيز.. وفي ذلك عظة لكلّ عاقل..
{ فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة
ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن
كانوا أنفسهم يظلمون }..العنكبوت 40
قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إذا ظهر الزنا في قرية أُذن بهلاكها"!
أخــــيراً:
أيها المذنب..!! إليك هذه النماذج لأناس اشتهروا بفعل الطاعات..
ومع هذا كانوا يذكرون الذنب وإنْ قلَّ!
بكى الحسن ذات ليلة حتى أبكى أهله! فقيل: "فكَّرت في نفسي، فقلت:
ومايدريك ياحسن لعلك قد أذنبت ذنباً، مقتك الله عليه مقتاً، لايريد
مراجعتك أبداً"!
وقال أبن سيرين: "إني لأعرف الذنب الذي حمل عليَّ الدَّين، قلت لرجل منذ
أربعين سنة: يامفلس"!
قال أبوسليمان الدارني رحمه الله: " قلَّت ذنوبهم فعلموا من أين يؤتون،
وكثرت ذنوبي وذنوبك فلا ندري من أين نوتى"!
*******
* أيها المذنب..!! تذكر عقاب من عصيته! تذكَّر عقاب ذي البطش الشديد!
ولاتغرنَّك نعمة أنت فيها.. فإنّ الله تعالى يمهل.. ولايفوته أحد..
فتذكَّر عقابة الذنوب.. فتب إلى الله تعالى.. وارجع عن قريب..
قبل نزول العقاب والوعيد!
والحمد لله تعالى ... والصّلاة والسّلام على النّبي وآله وصحبه..
على الخير نلتقي ،،