الوَرطة
لَمْ يَعُدْ في طاقَةِ الزُّرّاعِ
أن يَنتَصبوا.
عُرْيُهُمْ عارٍ
وَحَتّي الجُوعُ فِيهمْ سَغِبُ!
وَبَقايا جِلْدِهِمْ راياتُ ذِكري
بَقِيَتْ في الرِّيحِ تُذْري
ما احتَوَي أطرافَها عَظْمٌ
ولا شَدَّ عُراها عَصَبُ.
هي بَلوي
ساقُها استقوي
وَأبدي بُرْعُمَ الشّكوي
وإن ثارَ
فَلَن يُزهِرَ إلاّ الشَّغَبُ.
**
حَقَّ للِحُرّاسِ، رَغْمَ البأسِ،
أن يَضطرِبوا.
إنَّهُمْ لو واصَلُوا الضَّرْبَ
فَلَن يبقي لَدي الزُّرّاعِ مِن رَدٍّ
سِوي أن يُضرِبوا.
والّذي يَسْتَعمِرُ الضَّيعةَ
لَن يَرْحَمَهُمْ
إن حَلَّ فيها الجَدَبُ.
وَقَعوا
ما بينَ جَمْرٍ فَوقَهُمْ يَهوي
وَنارٍ تَحتَهُمْ تَلتَهبُ!
كَيفَ يَحتالونَ؟
لا حَلَّ سِوي أن يَقلِبوا ألوانَهُمْ
أو يُقلَبوا.
خاطَبوا مُستعمِرَ الضَّيْعةِ سِرَّاً:
رَبَّنا مِنْكَ إليكَ المَهْرَبُ.
أَعطِنا الإذْنَ
بأن نبكي علي الزُّرّاعِ كِذْباً
رَيْثَما تَذبُلُ شكواهُمْ وَيذوي الغَضَبُ.
جُنَّ مِمّا طَلَبوا.
ساءَهُ أن يَصْدُقوا
حَتّي وَلَوْ هُمْ كَذَبوا!
قالَ: كَلاّ..
لَيسَ للِمأجورِ حَقُّ الإنتحابْ
هُوَ حَقُّ المُنتَقي بالإنتخابْ
وأنا عَيَّنْتُكم كي تَضربوا أو تُضرَبوا.
لَيسَ فِيكُمْ أحَدٌ مُنتَخَبُ!
**
أنتَ أيضاً مِثلُهُمْ لم تُنتخَبْ
فاذهَبْ إِذَنْ عَنّا.. وَدَعْهُمْ يَذهبوا!
فإذا رُحْت أرَحْنا ظَهْرَنا مِنُهمْ
وَلَوْ هُمْ ذَهَبوا
يُقطَعُ عَنكَ الذَّهَبُ
وَسَنجني بَعْدَ هذا ما زَرَعْنا
وبأيدينا يكونُ المكسبُ.
فاكفِنا مِن صِدْقِكَ الكاذبِ
والعَبْ غَيرَها يا ثَعلَبُ!
أحمد مطر