الصديق الحسود
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم يا أهل الخيمة ورحمة الله وبركلاته .. وبعد
صديقٌ جديد أحب ما جبلتم عليه من جمال الأدب وحسن الذوق واللطافة كما تبديه عباراتكم الشائقة ، فأحب أن ينضوي تحت لواءكم ومازال يقدّم رجلاً ويؤخّر أخرى يقتله الخجل مراراً ، ويذيبه الخوف أن لا يكون مقبولاً تكرارا، حتى حسم أمره وقاد خطواته المترددة وهو يأمل أن يجد فيكم من كان يبحث عنهم في خضم مجتمعات أصبح صوت من مسته الثقافة فيها بعصاها السحرية شاذا لا يملك إلا أن يجاري الرعاع حتى لا ينالوا منه .
آسف إن كنت قد شكوت لكم بعضاً من همومي الحمقاء ولكن ماذا أفعل بلساني الأهوج ؟
على كلٍ ... يسرني في بدء هذا التعارف أن أبدأ بكتابة هذه القصيدة التي لا أهديها إلا إلى ذلك الصديق الخائن الذي أمحضته أخلص الودّ فلمّا قدر الله لي أن أقدم عليه في أحد الأمور لم يتمالك من شدة حسده وحنقه أن يمارس بعض ألوان السخرية المرة مني حين كانت عيناه تتوهجان بنار شديده . فكتبت هذه القصيدة وإن كنت قد تغاضيت عما أبداه لي بل وسعيت لأن أذلل له كل سبيل ليلحق بي فعدت كما كنت محباً ... ولكن إذا كنت تناسيت ما جرى فلا التاريخ ولا الشعر سينسيان ذلك .. والقصيدة هي :
ويؤلمني من الأصحاب من يبدي لي الحسدا
يحدّ لسانه -أسفي- بهجر القول لي حدّا
أإن فُضّلت في أمرٍ عليه تحمّل الحقدا
وأولاني -وقد أوليته كل الهوى - صدا
فلم يحسن لما أمحضته - والهفتي- ردا
وما ذنبي إذا ما لم تكن يا صاح لي ندّا
قضى الرحمن تفضيلي فلا تكُ يا أخي وغدا
ومهما زدت من حقديك لن تجزى سوى ودا
كذا أنا لا أسيء لمن أساء إلي واشتدّا
خلائق قد ورثناها فجدٌّ ورث الجدا
ولكنا إذا وغد بغى يوما رأى جدا
وضعنا لاستطالته بحد سيوفنا حدا
نشد إذذا رأينا الحلم ضعفاً قوسنا شدّا
ونجعل بيننا والجهل حين نردّهم سدا
.........ولكم مني جزيل الشكر
............. المعتمد بن عبّاد
|