أربطه .. وطول له ..
أربطه و طول له ..
مصطلح كنت أسمعه بالريف بكثرة .. وهو يعني (أجلكم الله ) بسياسة الدواب والتصرف معها في كل الشؤون ، فعندما يراد تقنين الرعي بأحد المراعي ، فإن الحصان أو الأحصنة تربط على مدى معين ، لا يسمح بإتلاف كل نباتات المرعى ، فهي حرة في مجال محدد لها ، حسب مشيئة راعيها .. وكذلك الأمر يتم مع أكثر من صنف من الحيوانات ، سواء كانت للحراسة ، أو للإنتاج ..
كنا نشاهد هذا النموذج ، ولا زلنا في كثير من الدول العربية التي تدعي الديمقراطية ، فهي تترك المجال لتلك الديمقراطية أن تسبح في مجال مقنن ، يخدم صاحب الشأن ، سواء كان رأس الحكم أو الحاشية أو القوى التي تلتف حوله ، فالحاشية مربوطة ومطول لها ، و حتى الحاكم نفسه مربوط و مطول له من راع يديره بالريموت كونترول ..
ان اعتراضات المربوطين ، عادة ما تكون من السخافة بمكان ، بحيث يكون على نوع الحبل ، ليف أم بلاستيك أم صوف .. وهو اعتراض مضحك كثيرا ، فلا يقصد من الاعتراض فك الرباط ولكنه يتم حول شكل الرباط أو طوله ..
عندما كانت المقاومة العراقية ، ترفض فكرة الاشتراك بالانتخابات الأولى والثانية ، فان نفرا من الناس برز على السطح ، يسخر من مقولات المقاومة ، ويدعي الحكمة ، باعتبار ان السيد الأمريكي ، قد جاء لصناعة أجواء ديمقراطية وأنه لن يخرج الا اذا تحققت تلك الديمقراطية .. وراهنوا على تلك المقولات ، علهم يقنعون أنفسهم بتلك الحكمة المبتكرة ..
لم يعلموا ، وقد يكونوا على علم ، بأن غاية المحتل هي ربط المزيد من تلك الشخصيات المدعية الحكمة ومن افتتن بها بمزيد من الحبال ، خاضعين باعتراف رسمي من قبلهم بمشروعية الاحتلال ، ومؤمنين له تشابك حبال الربط فيما بينهم ، وهذا يسهل حركته ، طالما ضمن ربطهم !!
لكن من بقي حرا طليقا قد استفاد هو الآخر فائدة كبيرة ، فقد أثبت إنسانيته و آدميته ، ورفض مشروع الاحتلال كما كان منذ اليوم الأول للاحتلال ، ووضع هؤلاء المشوشين في دائرة الربط ، عسى أن يستفيقوا ، عندما تكثر حالات الرفس فيما بينهم ، فيستعينوا ببعض القوارض ليفلتوا ويعودوا لآدميتهم !
__________________
ابن حوران
|